فيه وكان ظنا في سنة اثنتين وستين وستمائة وتوفي سنة إحدى وثمانين وستمائة ومن شعره قصيدة مدح بها قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان * تراءت له بالرقمتين مخايل * فنمت عليه بالغرام بلابل * * فأجرى دموع العين أو ملأ الملا * ونمق في أكناف سلع خمائل * وهي قصيدة نظمها منحط عن الجودة 3 (المأمون المغربي)) إدريس بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي صاحب المغرب المأمون أبو العلاء بويع بعده ابنه عبد الواحد ولقب الرشيد مع خلاف ابن عمه يحيى وكان أبو العلاء قد عصى عليه أهل سبتة مع أبي العباس البلشي وأخذوا منه طنجة وقصر عبد الكريم فجاء بجيشه ونازل سبتة وبالغ في حصرها فخرج عليه أهل سبتة فبيتوا الجيش فهزموهم وركب بعض الأوباش مركبا في البحر وساروا إلى أن حاذوا الملك فصاحوا به فوقف فقالوا يا أمير) المؤمنين أصبح أهل سبتة فرقتين فلما سمع هذا الكلام أنصت لهم فقال ما تقولون قالوا يقولون أمير المؤمنين أقرع وقوم يقولون أصلع فبالله أعلمنا حتى نخبرهم فغضب من هذا وتبرم ومات سنة تسع وعشرين وستمائة وكان قد أزال ذكر ابن تومرت من الخطبة وملك بعده ابنه عبد الواحد الرشيد عشرة أعوام وكان المأمون اجتمع فيه أوصاف الطرفين أخذ من أبيه محبة العلوم والعلماء وانفاق في صالح وأخذ من جده لأمه الشهامة والشجاعة والإقدام على الأمور العظام وليس في بني عبد المؤمن أعجب حديثا منه فإنه كان بالأندلس واليا على قرطبة ويومئذ منسوب إلى الضعف والمهانة فلما استولى أخوه العادل وثار عليه بالأندلس الظافر البياسي من بني عبد المؤمن وأخذ بمخنق العادل فأسلم العادل الأندلس ومضى إلى مراكش وترك أخاه إدريس بإشبيلية بغير مال ولا رحال وأيس الناس من سلامته وصار معظم الأندلس للبياسي ثم أنه نزل على إشبيلية وحاصر إدريس فأخرج إدريس من قصره حتى حلي نسائه وقسم ثمن ذلك على الجند وهبت له ريح السعادة والتوفيق وأفسد أجناد البياسي في السر بالمكاتبات والبذل والمواعيد ففهم ذلك البياسي ورحل هاربا فدخل قرطبة وكان إدريس قد بعث بعثا إلى قرطبة وأفسدهم على البياسي وخوفهم من أن يمكن النصارى منهم فأثر ذلك عندهم فلما دخلها صاحوا صيحة واحدة وزحفوا على قصره فخرج خائفا يركض فرسه فخرجت الخيل خلفه فلحقه فارس منهم فقال له إلى أين أنت تزعم أنك تكسر الجيوش باسمك وحدك ارجع إلي فها أنا وحدي فقال إنما كنت أكسره باسم السعادة فهل لك في أن تصطنعني فما أجدني أقدر على الدفاع فحمل عليه وأخذ سيفه من يده وضرب عنقه به وحمل رأسه إلى إدريس فأعطاه ألف دينار وصيره من خواصه ثم إنه طاوله وضرب عنقه وقال ما أستطيع أن أبصر من قتل ملكا
(٢٠٩)