الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٨ - الصفحة ١٠٦
* فأنت على هذا الزمان كثير * ورأيك في النظم البديع جميل * 3 (ابن الحاجبي المصري)) أحمد بن محمد شهاب الدين المعروف بالحاجبي شاب جندي رأيته بالقاهرة في سوق الكتب سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وأنشدني من لفظه لنفسه * أقول شبه لنا جيد الرشا ترفا * يا معمل الفكر في نظم وإنشاء * * فظل يجهد أياما قريحته * وشبه الماء بعد الجهد بالماء * وبلغني عنه مقاطيع رائقة وأبيات رائعة منها قوله) * مالوا بغير الراح أغصانا * والتفتوا يا صاح غزلانا * * واحتملوا في الخصر لما مشوا * في عقدات الرمل كثبانا * * غيد حلت أفنان أوصافهم * هذا الذي والله أفنانا * * في وجه كل منهم روضة * حوت من الأزهار ألوانا * * يقول لي لين تثننيهم * ضل الذي بالرمح حاكانا * * هب سنه يغزو كألحاظنا * فهل رأيت الرمح وسنانا * * أشكو إليهم تعبا من جفا * صيرني في الليل سهرانا * * قالوا أترجوه راحة في الهوى * لم يزل العاشق تعبانا * * ولا تكن ذا طمع في الكرى * إنا فتحنا لك أجفانا * ولما سمع قولي * قالت لأيري وهو فيها ضائع * كالحبل وسط البئر إذ تلقيه * * قد عشت في كس كبير قلت ما * كذبت لأن الكاف للتشبيه * قال هو مختصرا * رب صغير حين ولفته * أيقنت لا يدخل إلا اليسير * * ألفيته كالبئر في وسعه * حتى عجبنا من صغير كبير * وكذا لما سمع قولي * يا طيب نشر هب لي من أرضكم * فأثار كامن لوعتي وتهتكي * * أدى تحيتكم وأشبه لطفكم * وحكى شذاكم إن ذا نشر ذكي * قال هو
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»