الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ٢٢٣
ائتلفت من أفكار الوائلي والإيادي وقلائد انتظمت انتظام الدرر والدراري ولطائف فضت عن العنبر الشحري أو المسك الداري لا جرم أن غواصي الفضائل ضلوا في غمراتها خائضين وفرسان الكلام أصبحوا في حلباتها راكضين وأبناء البيان تليت آياتها عليهم فظلت أعناقهم لها خاضعين * فالعجز عنها معجز متيقن * ونبيها في الفضل فينا مرسل * * ما إن لها في الفضل مثل كائن * وبيانها أجلى البيان وأمثل * * ما ذاك إلا أن ما يأتي به * وحي الكلام على البراعة ينزل * بزغت شمسا لا ترضى غير صدره فلكا وانقادت معانيها طائعة لا تختار سواه ملكا وانتبذت) بالعراء لا تخشى إدراك الأفكار ولا تخاف دركا وندت شواردها فلا تقتنصها الخواطر ولو نصبت هدب الجفون شركا * فللأفاضل في عليائها سمر * إن الحديث عن العلياء أسمار * * وللبصائر هاد في فضائلها * يهدي أولي العزم وإن ضلوا وإن حاروا * * بادي الإبانة لا يخفى على أحد * كأنه علم في رأسه نار * أعجب بها من كلم جاءت كغمام الظلال على سماء الأنهار وسرت كعليل النسيم في أندية الأشجار وجليت محاسنها كلؤلؤ الطل على خدود الأزهار وتجلت كوجه الحسناء في فلك الأزرار فأحيتنا بذلك النفس المعطار حيتنا بأحسن من كأسي لمى وعقار وآسي ريحان وعذار ولؤلؤي حبب وثغر وعقيقي شفة وخمر وربيعي زهر ونهر وبديعي نظم ونثر ولم أدر ما هي أثغور ولائد أم شذور قلائد أم توريد خدود أم هيف قدود أم نهود صدور أم عقود نحور أم بدور ائتلقت في أضوائها أم شموس أشرقت في سمائها * جمعن شتيت الحسن من كل وجهة * فحيرن أفكاري وشيبن مفرقي * * وغازلها قلبي بود محقق * وواصلها ذكري بحمد مصدق * * وما كنت عاشقا لذات محاسن * ولكن من يبصر جفونك يعشق * * ولم أدر والألفاظ منها شريفة * إلى البدر تسمو أم إلى الشمس ترتقي * إنما هي جملة إحسان يلقي الله الروح من أمره على قلبها أو روضة بيان تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها أو ذات فضل اشتملت على أدوات الفضائل وجنت ثمرات العلوم فأجنتها بالضحى والأصائل أو نفس زكت في صنيعها فنفث روح القدس في روعها فسلكت سبل البيان ذللا وعدمت مماثلا فأصبحت في أبناء المعالي مثلا وسرت إلى حوز المعاني فقسم لها
(٢٢٣)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»