الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ١٦٣
* ومن حاز في سن البلوغ فضائلا * زمان اغتدى بالعي والجهل ضده * وقال فيه أيضا * أبا حامد إني لفضلك حامد * وإنك في كل العلوم لواحد * ومن شعر بهاء الدين أبي حامد قصيدة مدح بها والده أولها) * بحبي سبيل الحب قام منارها * فلا تسألا عن مهجتي فيم نارها * * فحال الهوى لا يختفي وجحيمه * تزيد ظهورا حين يرجى استتارها * * وما قتل العشاق إلا صوارم * بدت من حمى ليلى يلوح غرارها * * إذا أقبلت فالقلب مرمى سهامها * وإن أدبرت فالعين تطفو بحارها * * بنفسي من صادت فؤادي وأصدأت * حياتي إذ صدت ودام نفارها * * تزيد لقلبيي إن تباعد ربعها * دنوا وتجفو حين تقرب دارها * * وتأتي بعذر عن تعذر وصلها * وما فتنة العذراء إلا اعتذارها * * يصير جنح الليل صبحا جبينها * ويظلم بالفرع الطويل نهارها * * مهاة يزين الخصر منها سقامه * به ألم مما حواه إزارها * * فللكثب ما قد ضم منها وشاحها * وللبدر ما قد حاز منها خمارها * * على أن بدر التم يصفر إن بدت * ويخجله من وجنتيها احمرارها * * أيشبهها والفرق بالفرق واضح * وشمس الضحى أضحى إليها افتقارها * * لقد شق حبات القلوب شقيقها * فكان إلى خال حواه قرارها * * وما روضة أغنى عن الزهر زهرها * وغنى بها قمريها وهزارها * * وصفقت الأوراق حين تراقصت * بمر النسيم الرطب فيها بحارها * * بأرجائها الغزلان تحكي حسانها * وأفنانها الأفنان تجنى ثمارها * * يروقك من هيف القدود طوالها * ويسبيك من لحظ الجفون قصارها * * بها الكأس تكسى بالشمول شمائلا * ويخلفها بعد اللجين نضارها * * بأطيب عرفا من ثنائي على الذي * له من نفيسات المعالي خيارها * * له همة فوق السماء قرارها * ومكرمة بذل النوال شعارها * * حمى ملة الإسلام بحر علومه * وزان فمنه سورها وسوارها * * فكم حل إشكالا عقده * * وكم قهر النظار في حومة الوغى * ببيض علوم لا يفل غرارها * * فليس فتى إلا علي وسيفه * يصان به من ذي الفقار فقارها *
(١٦٣)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»