الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٧ - الصفحة ١٤٤
على الأسود وساق الشيخ شمس الدين في ترجمته قريبا من خمس أوراق ولم يكن للشيخ أحمد رحمه الله عقب إنما العقب لأخيه وأولاده يتوارثون المشيخة والولاية على تلك الناحية إلى الآن وللشيخ أحمد على ما كان عليه من العبادة شعر فمنه على ما قيل * إذا جن ليلي هام قلبي بذكرهم * أنوح كما ناح الحمام المطوق * * وفوقي سحاب يمطر الهم والأسى * وتحتي بحار للأسى تتدفق * * سلوا أم عمرو كيف بات أسيرهم * تفك الأسارى دونه وهو موثق * * فلا هو مقتول ففي القتل راحة * ولا هو ممنون عليه فيطلق * توفي الشيخ رحمه الله يوم الخميس الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وخمس مائة بأم عبيدة وهو في عشر السبعين 3 (القاضي الرشيد بن الزبير)) أحمد بن علي بن إبراهيم بن الزبير الغساني الأسواني المصري القاضي الرشيد أبو الحسين كان كاتبا شاعرا فقيها نحويا لغويا عروضيا منطقيا مؤرخا مهندسا طبيبا موسيقارا منجما مفننا وهو من بيت كبير بالصعيد معروف بالمال ولي النظر بثغر الإسكندرية بغير اختياره وله تواليف التحق فيها بالأوائل المجيدين قتل ظلما وعدوانا في محرم سنة اثنتين وستين وخمس مائة وقيل سنة ثلاث ومن تصانيفه منية الألمعي وبينة المدعي يشتمل على علوم كثيرة كتاب المقامات جنان الجنان وروضة الأذهان فيه ذكر لشعراء مصر ومن طرأ عليهم الهدايا والطرف شفاء الغلة في سمت القبلة ديوان شعره ديوان رسائله من شعره قوله) * سمحنا لدنيانا بما بخلت به * علينا ولم نحفل بجل أمورها * * فيا ليتنا لما حرمنا سرورها * وقتنا أذى آفاتها وشرورها * يا ربع أين ترى الأحبة يمموا فقال القاضي الرشيد * رحلوا فلا خلت المنازل منهم * ونأوا فلا سلت الجوانح عنهم *
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»