الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٦ - الصفحة ٥١
وعشرين وست مائة سكن بلنسية أشهرا وبها صحبته ثم انتقل منها وولي بعد ذلك قضاء سلجماسة ومن شعره * وزائر زارني وهنا فقلت له * أنى اهتديت وسجف الليل مسدول * * فقال آنست نارا من جوانحكم * أضاء منها لدى السارين قنديل * * فقلت نار الهوى معنى وليس لها * نور يبين فماذا منك مقبول * * فقال نسبتنا من ذاك واحدة * أنا الخيال ونار الحب تخييل *) قال الشيخ شمس الدين ولأبي إسحاق مصنف يشهد له بالبراعة وقال توفي سنة إحدى وعشرين وست مائة وابن الأبار قال سنة سبع وعشرين وهو أعرف بأحوال أهل بلاده كيف وقال صحبته بدانية 3 (الزمن المدائني)) إبراهيم بن عيس أبو إسحاق الكاتب المدائني الزمن من أهل دير قنى شاعر أديب ذكره المرزباني وابن الجراح ومن شعره * يا موعدا منها ترقبته * والصبح فيما بيننا يسفر * * همت بنا حتى إذا أقبلت * نم عليها المسك والعنبر * * ما أنصف العاذل في لومه * بمثلكم من يبتلى يعذر * * يا مزنة يحتثها بارق * وروضة أنوارها تزهر * قال المرزباني كان يتعشق أبا الصقر إسماعيل بن بلبل في حداثته فلما علت حاله لم يلتفت إليه فهجاه بشعر كثير قبيح ولما تقلد أبو الصقر ديوان الضياع بسر من رأى مكان صاعد بن مخلد كتب هذا المدائني إلى سليمان بن وهب * أبا أيوب ما هذي البلية * أما للملك تأنف والرعيه * * أترضى للضياع مضيع دبر * لواحظه تسوق إلى المنية * * تصدر صاحب الديوان فيه * وكان لأهله فيه مطيه * وكتب إلى إبراهيم بن المدبر وقد انتزع إسماعيل بن بلبل من يده عملا كان معه * ليهن أبا إسماعيل أسباب نعمة * مجدده بالعزل والعزل أنبل * * شهدت لقد منوا عليك وأحسنوا * لأنك في ذا العزل أعلى وأفضل * * أساسة هذا الملك قد زيد فيكم * فتى بنوي الحرب أهيف قلقل * * له خطرة تنبيك عن رأي حية * ووجه من الشمس المنيرة أجمل * * ولم نر ملكا قبله ورعية * يدبرها صقر يصاد وبلبل *
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»