الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٥ - الصفحة ٨٣
3 (ابن عنين)) محمد بن نصر الله بن مكارم بن الحسين بن عنين الأديب الرئيس شرف الدين أبو المحاسن الكوفي الأصل الزرعي المنشإ الدمشقي الشاعر صاحب الديوان المشهور ولد بدمشق سنة تسع وأربعين وخمس مائة وسمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر لم يكن في عصره آخر مثله طوف وجال في العراق وخراسان وما وراء النهر والهند ومصر في التجارة ومدح الملوك والوزراء وهجا الصدور والكبراء وكان غزير المادة قيل إنه كان يستحضر غالب الجمهرة هجا جماعة من رؤساء دمشق في قصيدة سماها مقراض الأعراض فنفاه السلطان صلاح الدين على ذلك فقال * فعلام أبعدتم أخا ثقة * ما خانكم يوما ولا سرقا * * انفوا المؤذن من بلادكم * إن كان ينفى كل من صدقا * ومن شعره مفرق في تراجم هذا الكتاب في من هجاه أو مدحه أو جاراه دخل اليمن ومدح صاحبها أخا صلاح الدين سيف الإسلام طغتكين وقدم مصر وقدم إربل رسولا من جهة المعظم وولي الوزارة آخر دولة المعظم ومدة سلطنة ولده الناصر بدمشق ولما ولي العادل أخو صلاح الدين مدحه واستأذنه في الوصول إلى دمشق واستعطفه وهي مشهورة ذكرتها في ترجمة العادل فأذن له فجاء إليها وقال * هجوت الأكابر في جلق * ورعت الرفيع بسب الوضيع * * وأخرجت منها ولكنني * رجعت على رغم أنف الجميع * واشتغل بطرف من الفقه على القطب النيسابوري والكمال الشهرزوري وقرأ الأدب على أبي الثناء محمود بن رسلان وسمع ببغداذ من منوجهر ابن تركانشاه راوي المقامات ولما ولي كان محمود الولاية كثير النصفة مكفوف اليد عن أموال الناس مع عظم الهيبة إلا أنه ظهر منه في الآخر سوء اعتقاد وطعن على السلف واستهتار بالشرع وكثر عسفه وظلمه وترك الصلاة) وسب الأنبياء ولم يزل يتناول الخمر إلى قبل وفاته وله ترجمة في تاريخ ابن النجار توفي سنة ثلاثين تقريبا كتب إلى أخيه من الهند مضمنا قول المعري
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»