الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٥ - الصفحة ٨٥
* لم يبق لي غير أن أموت كما * قد مات قبلي مني إلى آدم * * كل إلى الله صائر وعلى * ما قدم المرء قبله قادم * * يدرك ما قدمت يداه كما * قيل فإما جذلان أو نادم * * فيا لها حسرة مخلدة * إذا تساوى المخدوم والخادم * ومات لابن عنين حمار بالموصل فقال يرثيه * ليل بأول يوم الحشر متصل * ومقلة أبدا إنسانها خضل * * وهل ألام وقد لاقيت داهية * ينهد لو حملته بعضها الجبل * * ثوى المتل الذي قد كنت آمله * عونا وخيب فيه ذلك الأمل * * لا تبعدن تربة ضمت شمائله * ولا عدا جانبيها العارض الهطل * * لقد حوت غير مكسال ولا رعش * إن قيد القود من دون السرى الكسل * * قد كان لو سابقته الريح غادرها * كأن اخمصها بالشوك منتعل * * لا غامزا عند حمل المثقلات ولا * يمشي الهوينى كما يمشي الوجى الوجل * * مكمل الخلق رحب الصدر منتفخ ال * جنبين لا ضامر طاو ولا سغل * * يطوي على ظمأ خمسا أضالعه * في كوكب القيظ والرمضاء تشتعل * * ويقطع المقفرات الموحشات إذا * عن قطعها كلت المهرية البزل * * ففي الأباطح هيق راعه قنص * وفي الجبال المنيفات الذرى وعل * * لو كان يفدى بمال ما ضننت به * ولم تصن دونه خيل ولا خول * * لكنها خطة لا بد يبلغها * هذا الورى كل مخلوق له أجل * * وإن لي بنظام الدين تعزية * عنه وفي النجل عن آبائه بدل * ومن شعر شرف الدين ابن عنين يمدح العزيز سيف الإسلام صاحب اليمن * حنين إلى الأوطان ليس يزول * وقلب عن الأشواق ليس يحول * * أبيت وأسراب النجوم كأنها * قفول تهادى إثرهن قفول * * أراقبها في الأثر من كل مطلع * كأني برعي السائرات كفيل * * فيا لك من ليل نأى عنه صبحه * فليس له فجر إليه يؤول) * (أما لعقود النجم فيه تصرم * أما لخضاب الفجر فيه نصول *
(٨٥)
مفاتيح البحث: الموت (1)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»