الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٥ - الصفحة ١٩١
* سر الفصاحة في كتابك ظاهر * وله ضياء الحسن عنك مذيع * * وكذا الثناء المحض في أثنائه * بنوافج الذكر الجميل تضوع * * فلذاك يحفظ في الصدور لفضله * وسواه ينسى ذكره ويضيع * * لله روض في جنان جناسه * هو للقلوب وللعيون ربيع * * كم أثمرت أغصانه بفوائد * كم طاب فيها للفؤاد ولوع) * (ما زال يمطره الجنان سحائبا * يضحي بها القرطاس وهو مريع * * في طيه نشر العلوم تأرجت * أرجاؤه فتعطر المجموع * * سفر عن الفضل المحقق سافر * وله على القمر المنير طلوع * * بينت فيه لنا الأصول فأينعت * لجنى العقول من الأصول فروع * * وشرعت في حل الرموز وقد حلا * للفهم في ذاك الشروع شروع * * لم يبق في علم المعاني ناطق * إلا وبان به لديك خضوع * * فابن الأثير وإن تأثل مجده * وعصى لكان لما بنيت يطيع * * سيرت أمثالا لها حكم فما * لنجومها مثل النجوم رجوع * * أعليت بنيان البديع مشيدا * ما لم يشيد للزمان بديع * * وأذبت لابن أبي الحديد جوانحا * لم يطف منها للحريق دموع * * وأدرت أفلاكا على أمثاله * أضحت تروق بحسنها وتروع * * وطعنت في ابن سنان عند خفاجة * لغة فأودت بالصدور صدوع * * وأنرت ما لا نور المصباح في * علم البيان وفي سناه لموع * * وتخلف المعتز إذ زل ابنه * وبدا بمنطقه لديك خشوع * * هذا كتاب قد كبت به العدى * فجنابه عن حاسديه منيع * * اتعبت من يسري وراءك في النهى * ومتى تساوي ظالع وضليع * * ورفعت قدر العلم حين وضعته * فتشرف الموضوع والمرفوع * * نثر حكته من الكواكب نثرة * فيها لصفحة أوجه ترصيع * * ونظام شعر دونه الشعرى وإن * أمست ومنزلها عليه رفيع * * شعر يروق طباقه وجناسه * والسبر والتقسيم والتصريع * * يسمو حبيبا بالمحاسن إن بدا * ويرى الوليد لديه وهو رضيع * وهذا القدر منها كاف وله قصيدة أخرى نظمها على كتابي نصرة الثائر على المثل السائر طويلة أيضا
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»