* دأب بني الآداب أن يغسلوا * بدمعهم فيه بقايا الكرى * * والنحو قد سار الردى نحوه * والصرف للتصريف قد غيرا * * واللغة الفصحى غدت بعده * يلغى الذي في ضبطها قررا * * تفسيره البحر المحيط الذي * يهدي إلى وارده الجوهرا * * فوائد من فضله جمة * عليه فيها نعقد الخنصرا * * وكان ثبتا نقله حجة * مثل ضياء الصبح إن أسفرا * * ورحلة في سنة المصطفى * أصدق من تسمع إن خبرا * * له الأسانيد التي قد علت * فاستفلت عنها سوامي الذرى * * ساوى بها الأحفاد أجدادهم * فاعجب لماض فاته من طرا * * وشاعرا في نظمه مفلقا * كم حرر اللفظ وكم حبرا * * له معان كلما خطها * تستر ما يرقم في تسترا * * أفديه من ماض لأمر الردى * مستقبلا من ربه بالقرى * * ما بات في أبيض أكفانه * إلا وأضحى سندسا أخضرا * * تصافح الحور له راحة * كم تعبت في كل ما سطرا) * (إن مات فالذكر له خالد * يحيا به من قبل أن ينشرا * * جاد ثرى واراه غيث إذا * مساه بالسقيا له بكرا * * وخصه من ربه رحمة * تورده في حشره الكوثرا * محمد بن يوسف بن عبد الغني بن ترشك بالتاء ثالثة الحروف والراء وشين معجمة وبعدها كاف الشيخ تاج الدين المقرئ الصوفي البغداذي مولده ثالث عشر شهر رجب الفرد سنة ثمان وستين وست مائة ببغداذ حفظ القرآن العظيم في صباه بالروايات وأقرأه وسمع الكثير من ابن حصين ومن في طبقته وإجازاته عالية وروى وحدث وسمع منه خلق ببغداذ وبدمشق وبغيرهما من البلاد وكان ذا سمت حسن وخلق طاهر ونفس عفيفة رضية وصوت مطرب إلى الغاية وقدم الشام مرارا وحدث وحج غير مرة ثم عاد إلى بلده وتوفي رحمه الله تعالى سنة خمسين وسبع مائة وقد أضر بأخرة 3 (شمس الدين الخياط)) محمد بن يوسف بن عبد الله شمس الدين الشاعر الخياط الدمشقي الحنفي تردد إلى شمس الدين الصائغ وقرأ عليه وتردد كثيرا إلى شيخنا الإمام العلامة
(١٨٦)