الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٥
) فهذا البيت المصيبة العظمى والطامة الكبرى وليس ينبغي أن يجاوب في هذا بجواب إلا أن يحضره بعض السلاطين ويقول له أنت قلتسبقت إلى غايات كل فضيلة فيقول نعم فيرمي قوسا ويقول جر هذا القوس فيقول ما أقدر فيقول اصفعوه فيصفع ثم يقدم له فرسا ورمحا ودرعا ويقول له قاتل هذا الغلام بهذا السلاح فيقول ما أقدر فيقول اصفعوه فيصفع فيقول له فحل لنا شكلا من إقليدس فيقول لا أعلم فيقول اصفعوه فيصفع فيقول مسالة من المجسطي فيقول لا أعلم فيقول اصفعوه فيصفع فيقول له مسألة من النجوم فيقول لا أعلم فيقول اصفعوه فيصفع فيقول له يا ابن عشرة آلاف قحبة فأي شيء تعلمفيقول أعلم شيئا في النحو والتصريف لا غير فيقول له ولأجل النحو والتصريف تقولسبقت إلى غايات كل فضيلة رحم امرأة سيبويه والكلب على عيال الأخفش واصفع الفارسي عشرة آلاف فلعة قفاه فيصفع حتى يعمى ومن كلامه عشرة أشياء من أبواب البر تسخط الله وترضي الشيطان وهي انقطاع ابن الصابوني إلى الله عز وجل في القرافة وتعصب الخبوشاني لقبر الشافعي رحمه الله وتنفل القاضي الأثير قبل صلاة الجمعة وبعدها وظهور سجادة في هذه الأيام على وجهه وصلاة السديد الطبيب التراويح في شهر رمضان وبكاء الفقيه البهاء على المنبر يوم الجمعة وقراءة الوهراني السبع في صباح كل يوم وسماع ابن عثمان الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمعة واحدة ورواية ذلك على رؤوس الأشهاد وحضور ابن مماتي مجالس الوعظ في القرافة وبكاؤه عند قراءة القرآن وإنكار أبي عبد الله البغدادي على المزارين خاصة ولا يلتفت إلى غيره من الذنوب وبنيان ابن أبي الحجاج لقبر آسية رضي الله عنها وترتيب القراء فيه في كل جمعة ذكر أن هذه الأعمال الصالحة لا يعبأ بها وهي أحب إلى إبليس من كبائر الذنوب قلت وعلى أجملة فما كاد يسلم من شر لسانه أحد ممن عاصره ومن طالع ترسله وقف على العجائب والغرائب وما كان يخلو سامحه الله من تجر
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 » »»