الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٤ - الصفحة ١٨
* ونلت ما لم ينالوا * من ضمه وعناقه * * ما اصفر لوني إلا * مخافة من فراقه * وكتب إلى ناصر الدين ابن النقيب * يا من يشنف مسمعي * بحديثه ويروق لحظي * * أنبئت أنك جئتني * حفظا لعهدي أي حفظ * ثم انثيت ولم تصام دفني وذلك لسوء حظي فكتب ابن النقيب الجواب * يا متحف الأسماع من * ه بكل لفظ غير فظ * * لفظ تثنى عطفه * يختال في حكم ووعظ * * لولا اعتذارك ما خبا * ما كان عندي من تلظي * قلت ليس للحكم والوعظ في هذا المقام دخول ولا مقام شرف السادة محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن علي بن الحسن ابن الحسين بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أبو الحسن العلوي الحسيني المعروف بشرف السادة من أهل بلخ صاحب النظم والنثر قدم بغداد رسولا من السلطان ألب رسلان إلى الإمام القائم بأمر الله في سنة ست وخمسين وأربع مائة ومدح القائم وحدث عن الفقيه أبي علي الحسن بن أحمد الزاهد روى عنه أبو غالب الذهلي وأبو سعد الزوزني من شعره * يا نظرة جلبت حتفي مفاجأة * ما خلت أن حمامي حم في النظر) * (لله حاجبه المفدي كيف رمى * قلب المتيم عن قوس بلا وتر * ومنه قوله * أفدي بروحي من قلبي كوجنته * بالوصف لا الحكم والأحكام تفترق * * أعجب بحرقة قلب ما له لهب * ومن تلهب خد ليس يحترق * وقد أثنى الباخرزي في الدمية على هذا شرف السادة ثناء كثيرا وطول ترجمته وقال من جملة وصفه سيد السادات وشرفهم وبحر العلماء ومغترفهم وتاج الأشراف العلوية المتفرعين من الجرثومة النبوية تنوس على عالم العلم ذوائبه وتقرطس أهداف الآداب صوائبه ولم يزل له أمام سرير الملك قدم صدق يطلع في سماء الفجر بدره ويوطئ أعناق النجوم قدره وأقل ما يعد من محصوله جمعه من ثمار الأدب وأصوله ووصفه بأنه ينثر
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»