* قد كنت استبكي الحمام لو شفا * وكنت أستشفي الصبا لو تجدي * منها * ما فصمت أيدي النوى عرى الهوى * عني ولا حلت عقود الود * * وأنت يا عيني وعدت بالبكا * هذا الفراق فانعمي بالوعد * ومنه قوله * دع التجلد وامدد للغرام يدا * من غالب الشوق أمسى وهو مغلوب) * (ما خلت أن الهوى يقضى علي به * والحب كالحين للإنسان مجلوب * * ولم أخل أن سر الوجد يفضحه * من الحمائم تغريد وتطريب * * حتى صدحن وهل سر يصان ولل * أنفاس والدمع تصعيد وتصويب * * فما بدا البارق العلوي معترضا * إلا انثنيت وعندي منه ألهوب * * كأنما هو من جنبي مخترط * للومض أو هو في جنبي مقروب * ومنه قوله * كلفي فيكم قديم عهده * ما صباباتي بكم مستكسبه * * أين ورق الجزع من لي أن أرى * عجمه إن لم أشاهد عربه * * ونعم ذا بان حزوى فاسألوا * إن شككتم في عذابي عذبه * * عن جفوني النوم من بعده * وإلى جسمي الضنا من قربه * * وصلوا طيفا إذا لم تصلوا * مستهاما قد قطعتم سببه * * فإلى أن تحسنوا صنعا بنا * قد أساء الحب فينا أدبه * * اعشق اللوم لحبي ذكركم * يا لمر في الهوى ما أعذبه * * فاكشفوا لي سر ما ألقى بكم * فلقد أشكل ما بي واشتبه * ابن القصاب الوزير محمد بن علي بن أحمد بن المبارك الوزير مؤيد الدين أبو الفضل ابن القصاب البغدادي كان ذا رأي وشهامة وحزم وغور بعيد وهمة عالية كان أديبا شاعرا ولي كتابة الإنشاء مدة ثم ناب في وزارة الخلافة وسار بعسكر الخليفة وفتح همذان وأصبهان وحاصر الري ومتن وصارت له هيبة في النفوس فلما عاد ولي الوزارة ثم خرج بالجيوش إلى همذان فتوفي بظاهرها وقرأ العربية على أبي السعادات ابن الشجري وكانت وفاته سنة اثنتين وتسعين وخمس مائة ومن شعره قوله في ولد يرثيه * وإذا ذكرتك والذي فعل البلى * بجمال وجهك جاء ما لا يدفع *
(١٢١)