الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٣ - الصفحة ١١٦
الرزق مقسوم فقصر في الأمل واستقبل الأخرى بإصلاح العمل وجانب النوم وإخوان الكسل واهجل بني الدنيا رجاء ووجل فقد جرى الرزق بتقدير الأجل فالذل من أي الوجوه يحتمل ابن الفخر الشافعي محمد بن سليمان بن أحمد تاج الدين ابن الفخر سمع من أبي عبد الله محمد بن غالب الجياني بمكة ومن تقي الدين ابن دقيق العيد بالقاهرة من غيرهما وحدث بقوص وغيرها واشتغل بالعلم وكان متعبدا ممتنعا من الغيبة وسماعها وله في السماع حال حسن وكتب الخط الجيد وكتب كثيرا من الحديث والفقه وغير ذلك قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي ولما عدل بعض الجماعة بقوص في أيام ابن السديد قام في ذلك وقصد أن لا يقع وتوجه إلى مصر وقال قصيدة سمعتها منه أولها * شريعتنا قد انحلت عراها * فحي على البكاء لما عراها * وأقام بمصر فتوفي بها في سنة إحدى وثلثين وسبع ماية تقي الدين الجعبري محمد بن سليمان بن عبد الله بن سليمان المحدث الفقيه الفاضل تقي الدين الجعبري الشافعي الشاهد ولد سنة ست وسبع ماية سمع من الحجار وطبقته وقرأن كثيرا وتخرج بو الدحميه شيخنا الحافظ جمال الدين المزي وقرأ على العامة وهي رفيقي في أكثر مسموعاتي بالشام وتوفي رحمه الله تعالى سنة خمس وأربعين وسبع ماية وأجزت له ولأولاده) القاضي ابن سماعة محمد بن سماعة بن عبد الله بن هلال بن وكيع بن بشر أبو عبد الله القاضي الحنفي التميمي ولد سنة ثلثين وماية وكان إماما فاضلا صاحب اختيارات في المذهب وروايات وله المصنفات الحسان وهو من الحفاظ الثقات قال ابن معين لو كان أهل الحديث يصدقون كما يصدق ابن سماعة في الرأي لكانوا فيه على نهاية كان يصلي كل يوم مايتي ركعة وقال مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوما واحدا ماتت فيه أمي فاتتني صلاة الجماعة فقمت فصليت خمسا وعشرين صلاة أريد بذلك الضعف فنمت فقيل لي قد صليت ولكن كيف لك بتأمين الملايكة ولي القضاء لهارون الرشيد بعد يوسف بن أبي يوسف إلى أن ضعف بصره فعزله المعتصم توفي سنة ثلث وثلثين ومأتين
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»