بالسنن الكبير للبيهقي وبغريب الحديث للخطابي عن منصور الفراوي وله مصنفات عديدة وله نظم ونثر حسن وكان زاهدا متورعا كثير العبادة فقيرا مجردا توفى بعريش مصر فيما بينه وبين الزعقة وهو متوجه إلى دمشق ودفن بتل الزعفة وخلف كتبا عظيمة كانت مودعة) بدمشق فرسم السلطان ببيعها فكانوا يحملون منها كل يوم ثلاثا إلى دار السعادة لأجل الباذرائى فاشترى منها جملة كثيرة وأبيعت في سنة وصنف تفسيرا كبيرا لم يتمه وكانت وفاته سنة خمس وخمسين وست ماية وواخذ الزمخشري في المفصل وأخذ عليه في سبعين موضعا وبرهن سقم ذلك قال ياقوت وكان عذري الهوى عامري الجوى له كل يوم حبيب وطول ترجمته ياقوت واستوفاها وله كلام على شعر أبى الطيب أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال هو صاحب الضوابط الكلية في النحو وذكر لنا أنه كان له في البلاد التي يتنقل إليها من الكتب ما يحتاج إليه بحيث أنه لا يستصحب كتبا اكتفاء بماله في البلد الذي يسافر إليه من الكتب وأنشدني من لفظه قال أنشدنا أبو الهدى عيسى قال أنشدنا شرف الدين لنفسه لما دخل عليه الصالح أبو العباس المريني وهو مريض فقال له ما هيأت من الزاد ما بقي إلا الرحيل فقال ارتجالا * قالوا محمد قد كبرت وقد أتى * داعى الحمام وما اهتممت بزاد * * قلت القبيح من الكريم لضيفه * عند القدوم مجيئه بالزاد * ابن الأبار محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بكر الحافظ العلامة أبو عبد الله القضاعي البلنسي الكاتب الأديب المعروف بابن الأبار وبالأبار ولد سنة خمس وتسعين وسمع من أبيه الأبار وأبى عبد الله محمد بن نوح الغافقي وأبى الربيع سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي الحافظ وبه تخرج وعني بالحديث وجال في الأندلس وكتب العالي والنازل وكان بصيرا بالرجال عارفا بالتاريخ إماما في العربية فقيها مقرئا اخباريا فصيحا له يد في البلاغة والإنشاء في النظم والنثر كامل الرياسة ذا جلالة وأبهة وتجمل وافر وله من المصنفات في الحديث والتاريخ والأدب كمل الصلة لابن بشكوال بكتاب في ثلاثة أسفار قال الشيخ شمس الدين اختصرته في مجلد واحد ومن رأى كلام الرجل علم محله من الحديث وكان له إجازة من أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي جمرة روى عنه بها وقتل مظلوما بتونس على يد صاحبها لأنه تخيل منه الخروج وشق العصا وقيل إن بعض أعدايه ذكر عند صاحب تونس أنه ألف تاريخا وأنه تكلم فيه في جماعة فلما طلب أحسن بالهلاك فقال للغلام خذ البغلة وآمض بها إلى حيث شئت فهي لك وله جزء سماه درر السمط في خبر السبط ينال فيه من بني أمية ويصف عليا عليه السلام بالوحي وهذا تشيع) ظاهر ولكنه إنشاء بديع قلت وله كتاب تحفة
(٢٨٣)