وتوفي سنة تسع وثلثين وست وماية وسأله الكامل عن سنه فقال ارتجالا * يا سايلي عن قوى جسمي وما فعلت * فيه السنون ألا فاعلمه تبيينا * * ثاء الثلاثين أحسست الفتور بها * فكيف حالي في ثاء الثمانينا * تقدم إلى القاضي شرف الدين ابن عين الدولة رجلان من أهل الفسطاط فقال أحدهما لي عند) هذا كذا وكذا زبدية من ألوان الطعام قدمتها إليه وقد ورد من السفر ووصلت أنا من سفرتي هذه ولم يقدم لي مثلها فقال يا وفي الدولة اسمع ما يقول كريم الدولة فانقلب المجلس ضحكا أبو عبد الله الصوفي محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المجيد المصري أبو عبد الله بن أبي القسم الصوفي شيخ رباط المأمونية ولي مشيخة الرباط بعد والده وعمره اثنتا عشرة سنة فأقام به شيخا عشرين سنة ثم غزل اسمعه والده من أبي الفرج ابن كليب وأبي القسم ابن بوش وذاكر بن كامل وعبد الحق ابن الصابوني وطلب هو بنفسه وسمع من أصحاب أبي القسم ابن الحصين وأبي بكر ابن الأنصاري قال ابن النجار وقد سمعت منه كثيرا برباطه له معرفة بالفقه والخلاف وقرأ القرآن بالروايات وحصل من اللغة والنحو طرفا صالحا وكتب خطا جيدا وله نظم مليح وكان أظرف أهل زمانه وألطفهم أخلاقا وأوسعهم صدرا وأتمهم مروءة وأنشدني لنفسه * أيها المعرض عني * صل ودع عنك التجني * * قد رمت عيناك سهما * فأصاب القلب مني * وقال ابن النجار وقال لي أنشدتهما لأبي عبد الله محمد بن أبي العز ابن جميل فأنشدني لنفسه * يا مليح الوجه صلني * أخذ الهجران مني * * فالضنى ترويه أجفا * نك عن خصرك عني * وتوفي سنة تسع وثلثين وست ماية شرف الدين المرسي النحوي محمد بن عبد الله بن محمد ابن أبي الفضل الإمام الأوحد شرف الدين أبو عبد الله السلمي الأندلسي المرسي المحدث المفسر النحوي ولد بمرسية سنة تسع وستين وقيل سنة سبعين وعني بالعلم وسمع الموطأ بعلو بالمغرب من الحافظ الحجري وحج ودخل العراق وخراسان والشام ومصر وسمع جماعة كثيرة وقرأ الفقه والأصول وحدث
(٢٨٢)