الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٣ - الصفحة ٢١١
سنة وقرأ عليه مهذب الدين عبد الرحيم بعض القانون لابن سينا وصححه معه ولما عزم على) السفر من دمشق أتي إليه مهذب الدين وعرض عليه المقام بدمشق وأن يوصل لوكيله في كل شهر ثلث ماية درهم ناصرية فأبى ذلك وقال العلم لا يباع أصلا وشرح قصيدة ابن سينا هبطت إليك من المحل الأرفع رسالة فضح فيها بعض من اتهمه بالميل إلى مذهب يعيبه الخازن المغربي محمد بن عبد السلام الخازن المغربي ذكره حرقوص في كتابه وقال هو شاعر مفلق ومطبوع مجيد وأديب أري ومصقع خطيب كامل الخصال بارع الخلال خص بما لم يخص به أحد من أهل بلدنا اجتمعت له بلاغة اللسان وحسن البيان عند المخاطبة والتحرير الفايت عند الترسل والشعر البارع وحسن الخط ومن شعره * فؤاد غل باللوعات غلا * وعين دأبها ان تستهلا * * عميد كان ذا جلد وعزم * فأذعن للهوى قسرا وذلا * * فمن لمتيم لم تبق منه * صبابات الهوى إلا الأقلا * * شغفت بوصل مشغوف بهجري * تولى الصبر عني إذ تولى * * بدا كالبدر حين بدا تماما * فجرعني الهوى نهلا وعلا * * فيا لهفا على الأيام كنا * تفيأنا بها للوصل ظلا * * لعل صروف هذا الدهر تجري * بأوبة من كلفت به لعلا * ومنه * ولما أن أجد بنا افتراق * ووقفنا الرقيب على امتحان * * تشاكينا فلا توديع إلا * بلحظ الطرف أو وحي البنان * تاج الدين ابن أبي عصرون محمد بن عبد السلام بن المطهر العلامة شرف الدين أبي سعد ابن أبي عصرون الشيخ الإمام المسند تاج الدين أبو عبد الله ابن القاضي شهاب الدين التميمي الشافعي ولد سنة عشر وست ماية بحلب ونشأ واشتغل وقرأ الفقه وسمع من أبي الحسن بن روزبة ومكرم بن أبي الصقر والعلم ابن الصابوني ووالده شهاب الدين والز ابن رواحة وعبد الرحمن ابن أبي القسم الصوري وأجاز له المؤيد الطوسي وعبد المعز الهروي وزينب الشعرية وسعيد بن الرزاز وأحمد بن سليمان بن الأصفر وطايفة ودرس بالشامية الجوانية بدمشق وكان يورد الدرس مليحا وهو من كبار شيوخ الشيخ شمس الدين توفي سنة خمس) وثمانين وست ماية
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»