ومنه * بنا إلى الدير من درتا صبابات * فلا تلمني فما تغني الملامات * * لا يبعدن وإن طال الزمان به * أيام لهو عهدناه وليلات * * فكم قضيت لبانات الشباب بها * غنما وكم بقيت عندي لبانات * * ما أمكنت دولة الأفراح مقبلة * فانعم ولذ فإن العيش تارات * * قبل ارتجاع الليالي وهي عارية * وإنما لذة الدنيا إعارات * * قم فاجل في فلك الظلماء شمس ضحى * بروجها الدهر طاسات وكاسات * * لعله إن دعا داعي الحمام بنا * نقضي وأنفسنا منا رويات * * بم التعلل لولا ذاك من زمن * أحياؤه باعتياد الهم أموات) * (دارت تحيي فقابلنا تحيتها * وفي حشاها لقرع المزج روعات * * عذراء أخفى مزاج الماء سورتها * لم يبق من روحها إلا حشاشات * * مدت سرادق برق من أبارقها * على مقابلها منها ملالات * * فلاح في أذرع الساقين أسورة * تبرا وفوق نحور الشرب جامات * * قد وقع الدهر سطرا في صحيفته * لا فارقت شارب الخمر المسرات * * خذ ما تعجل واترك ما وعدت به * فعل اللبيب فللتأخير آفات * * وللسعادة أوقات ميسرة * تعطي السرور وللأحزان أوقات * قلت شعر جيد في الذروة وشعره جيد كثير وقد عده ابن أبي أصبيعة في جملة الأطباء ابن الكتاني الطبيب محمد بن الحسين أبو عبد الله المعروف بابن الكتاني قال ابن أبي أصيبعة أخذ الطب عن عمه محمد بن الحسين وطبقته وخدم به المنصور محمد بن أبي عامر وابنه المظفر ثم انتقل في صدر الفتنة إلى مدينة سرقطة وأقام بها وكان بصيرا بالطب متقدما فيه ذا حظ من المنطق والنجوم وكثير من علوم الفلسفة قال القاضي صاعد أخبرني عنه الوزير أبو المطرف أنه كان دقيق الذهن ذكي الخاطر جيد الفهم حسن التوليد وكان ذا ثروة وغنى واسع وتوفي قريبا من سنة عشرين وأربع ماية وقد قارب الثمانين قال وقرأت في بعض تواليفه أنه أخذ المنطق عن محمد بن عبدون الجيلي وعمر بن يونس بن أحمد الحراني وأحمد بن خفصون الفيلسوف وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم القاضي النحوي وأبي عبد الله محمد بن مسعود البجائي ومحمد بن ميمون المعروف بمركوس وأبي القسم فيد بن نجم وسعيد بن فتحون السرقسطي المعروف بالحمار وأبي الحرث الأسقف تلميذ ربيع بن زيد الفيلسوف وأبي مدين البجائي ومسملة بن أحمد المجريطي
(١٤)