* بحرمة العهد أن جزت النقايا سعد * وأبصرت ذات المحيا والأثيث الجعد * * عرض بذكرى وغالطها وقل يا دعد * إذ لم تجودي بوصلك فأسمحي بالوعد * وقلت أنا من أبيات * ويا رسولي إليهم صف لهم أرقي * وأن طرفي لضيف الطيف مرتقب * * وأسأل مواهبهم للعين بعض كرى * عساي أن يهبوا لي بعض ما نهبوا * * ولطف القول لا تسأم مراجعة * وأشك الهوى والنوى قد ينجح الطلب * * عرض بذكرى فإن قالوا أتعرفه * فأسأل لي الوصل وأنكرني إذا غضبوا * والأصل في هذا كله قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي * فأتتها طبة عالمة * تمزج الجد مرارا باللعب * * تغلظ القول إذا لانت لها * وتراخي عند سورات الغضب * والوأواء الدمشقي من شعراء سيف الدولة ابن حمدان ومن مديحه فيه من جملة قصيدة * من قاس جدواك بالغمام فما * أنصف في الحكم بين اثنين * * أنت إذا جدت ضاحك أبدا * وهو إذا جاد دامع العين * ومن شعره أيضا * أيا ملزمي ذنب الدموع وقد جرت * فأبدت من الأسرار كل مصون * * أعني على تأديب دمعي فإنه * يتوب إذا ما كنت أنت معيني * ومنه أيضا وهو لطيف جدا * إذا أشتد ما ألقي جلست حذاءه * ونار الهوى قد أضرمت بين أوصالي * * أقبل من فيه نسيم كلامه * إذا مر بي صفحا بأفواه آمالي * ومنه أيضا * يا من بزرقة سيف اللحظ طل دمي * والسيف ما فخره إلا بزرقته * * علمت إنسان عيني أن يجود فقد * جادت سباحته في ماء عبرته *) ومنه أيضا * ولما وقفنا ساحة الحي لم نطق * كلاما تناجينا بكسر الحواجب * * نناجي بأضمار الهوى ظاهر الهوى * بأطيب من نجوى الأماني الكواذب * توفي الوأواء الدمشقي في عشر التسعين والثلاث ماية تقريبا
(٤٢)