* أتذكر ليلى عهدنا المتقدما * أم البين أنساها عهودا على الحمى * * وأيامنا اللاتي على الخيف قد مضت * بمجلس أنس بالمسرة تمما * وكنت وإياه يوما على باب البحر بثغر عدن فمر خادم هندي بديع الصورة فقال لي انظم في هذا بيتين فنظمت بديها * بأبي ظبي من الهند حكى * لحظه الهندي في أفعاله * * جوهري الثغر يدعى جوهرا * واراه الفرد في أمثاله * فعجب من سرعة البديهة فقال لكنني أحكي لك حكاية اتفقت لي في بلاد الهند اقترح على بعض التجار الرعنى اقتراحا فيه قبح وذلك أنه كان له خادم هندي يسمى جوهرا وكان مغرما به فقال لي تستطيع أن تنظم أبياتا مضمونها أن فعلى لذلك الحال موجب لنفاسة هذا العلق ومتى فعلت أعطيتك عشرين عينا فأنشدت أبياتا من غير روية وهي * أقول للخل عداك الردى * أني أنا الماس فلا تعتجب * * في أصلى الحدة اسطو بها * على أصم الجوهر المنتسب * * والجوهر الشفاف ما لم يكن * يثقبه الثاقب لم ينتسب * * فلى على الجوهر فضل إذا * صيرته بين الورى منثقب * وكان مولعا بأكل البرشعثا أكثر أوقاته غايب الذهن منها وكرهه السلطان لذلك مات سنة خمس عشرة وسبع ماية وله موشحات بديعة) أبو المعالي البرمكي اللغوي محمد بن تميم أبو المعالي البرمكي اللغوي له كتاب المنتهى في اللغة منقول من كتاب صحاح الجوهري وزاد فيه أشياء قليلة واغرب في ترتيبه وكان هو والجوهري متعاصرين لأن صاحب الصحاح فرغ منه سنة ست وتسعين وثلث ماية وذكر البرمكي أنه صنفه سنة سبع وتسعين وثلث ماية
(٢٠٥)