الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢ - الصفحة ١٧٢
3 (ابن الصايغ الأندلسي محمد بن باجة)) وقيل ابن يحيى بن باجة أبو بكر التجيبي الأندلسي السرقسطي المعروف بابن الصايغ الفيلسوف الشاعر المشهور ذكره صاحب القلايد في كتابه وقال في حقه رمد جفن الدين وكمد قلب اليقين نظر في تلك التعاليم وفكر في إجرام الأفلاك وحدود الأقاليم ورفض كتاب الله الحكيم ونبذه وراء ظهره ثاينا من عطفه وأراد أبطال ما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه واقتصر على الهيئة وانكر أن يكون لنا إلى الله معاد وفية ولعمري ما خلا كلامه في حقه من حظ نفس فقد بالغ وقد ذكرت سبب هذا في ترجمة الفتح بن خاقان فليوخذ من هناك وأورد له من شعره * اسكان نعمان الأراك تيقنوا * بأنكم في ربع قلبي سكان * * ودوموا على حفظ الوداد فطالما * بلينا بأقوام إذا استؤمنوا خانوا * * سلوا الليل عني مذ تناءت دياركم * هل اكتحلت بالغمض لي فيه أجفان * وهذه الأبيات موجودة في ديوان ابن حيوس ومن شعره * ضربوا القباب على إقاحة روضة * خطر النسيم بها ففاح عبيرا * * لا والذي صاغ الغصون معاطفا * لهم وصاغ الأقحوان ثغورا * * ما مر بي ريح الصبا من بعدهم * إلا شهقت له فعاد سعيرا * ولما حضرته الوفاة في شهر رمضان سنة ثلث وثلثين وقيل خمس وعشرين وخمس ماية وكان قد ستم في باذنجان بفاس كان ينشد) * أقول لنفسي حين قابلها الردى * فراغت فرارا منه يسرى إلى يمنى * * قفي تحملي بعض الذي تكرهينه * فقد طالما اعتدت الفرار إلى هنا * وقد ناقض ابن خافان في ترجمى ابن باجة ما قاله الكاتب أبو عمرو عثمان بن علي ابن عثمان الأنصاري في كتاب سمط الجمان وسقط الأذهان حيث ذكر ابن باجة فقال في حقه الوزير الأديب الكاتب الماهر الطبيب الفيلسوف الجهبذ الأريب أبو بكر ابن الصايغ سر
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»