الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١ - الصفحة ٩٤
* هيهات ما راق طرفي غير حسنكم * لأنه بسويداء القلب مجبول * * وحقكم إن عذري في محبتكم * عند العواذل بعد اليوم مقبول * * ما لي أنين لتقضوا أن لي رمقا * هذا دليل على أن ليس مدلول * * فليت جسمي إذ أبلاه حبكم * لم تبق من سقمي عندي عقابيل * * عقدتم هدب أجفاني بحاجبها * فلم أنم ونطاق الدمع محلول * * هبوا من الغمض ما ألقى الخيال به * إذا سرى فلقاء الطيف تخييل * * وخففوا إن أردتم من ضني جسدي * أو لا فما أحد عن ذاك مسؤول * * أن تحكموا لي بأن أبكي على أرقي * فإن هذا على عيني محمول) * (يا برق لا تتشبه لي بمبسمهم * فما ابتسمت بثغر يخجل اللؤلؤ * * وليت ثغرك فيه منهم شنب * وليت قطرك مثل الريق معسول * * ويا نسيم الصبا برد لظى كبدي * فإن ذيلك بالانداء مبلول * * واحمل رسائل أشواقي لطيبة لا * زالت تحث لها النجب المراسيل * * سلم على ربعها المحروس أن لها * مجدا له برسول الله تأثيل * * محمد خير مبعوث لأمته * في الحشر والنشر تقديم وتفضيل * * سادت قريش به الأعراب قاطبة * فكم لها منه تنويه وتنويل أضحوا وفرع معاليهم إذا فخروا * به على هامة الجوزاء مهدول * * وكان يدعى نبيا حيث آدم لم * يكن له قبل خلق الطين تشكيل * * والبيت صار حمى إذ كان مظهره * فكل من رامه بالسوء مخذول * * فصان ساحته من كيد أبرهة * لما أتاه وفي أصحابه الفيل * * بادوا بأحجار سجيل وما رجعوا * لما رمتهم بها الطير الأبابيل * * وما شكت أمه من حمله الما * وكيف وهو بلطف الله محمول * * وانشق إيوان كسرى عند مولده * وارتج من جانبيه العرض والطول * * ورؤية الموبذان الخيل في حلم * منه وسجع سطيح فيه تطويل * * ونار فارس من بعد اللهيب خبت * فراح كل بهذا وهو مشغول * * وكم به بشر الأحبار من بشر * بحيث لم يبق في الأخبار تأويل * * وكم له آية في الناس قد ظهرت * لسردها جمل فينا وتفصيل * * وشق في آل سعد صدره ملك * من السماء وهذا القول منقول * * حتى رمى مغمز الشيطان منه فلم * يكن له فيه بعد اليوم مأمول *
(٩٤)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»