تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥٢ - الصفحة ٧٦
لأمورهم التئام ولا انتظام. وكان أحدهم إذا تولى * (سعى في الأرض) * الآية. وشاع أن شعارهم الحيف على الرعية، ومد الأيدي الباغية إلى حريمهم وأموالهم، والتخطي عن جادة العدل والإنصاف، وارتكابهم الجور والاعتساف، حملتنا الحمية الدينية والحفيظة الإسلامية على أن توجهنا إلى تلك البلاد لإزالة هذا العدوان، مستصحبين للجم الغفير من العساكر، ونذرنا على أنفسنا إن وفقنا الله تعالى بحوله وقوته لفتح تلك البلاد أن نزيل العدوان والفساد، وبسط العدل في العباد، ممتثلين الأمر المطاع الإلهي * (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) * الآية.
وإجابة إلى ما ندب إليه الرسول صلى الله عليه وسلم: ' المقسطون على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم، وما ولوا '. وحيث كانت طويتنا مشتملة على هذه المقاصد الحميدة، والنذور الأكيدة، من الله علينا بتبلج تباشير النصر المبين، وأتم علينا
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»