تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥١ - الصفحة ٤٠٨
[قلت: كذبت، بل أخوف الخلق لله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم].
وحكى تلميذه البرهان إبراهيم بن، الفاشوشة قال: رأيت ابنه في مكان بين ركبدارية وذا يكبس رجليه، وذا يبوسه، فتألمت لذلك وانقبضت ودخلت إلى الشيخ وأنا كذلك، فقال: ما لك؟ فأخبرته بالحال الذي وجدت عليه ابنه محمدا، فقال: أفرأيته في تلك الحال منقبضا أو حزينا؟ قلت: سبحان الله كيف يكون هذا؟ بل كان أسر ما يكون.
فهون الشيخ علي وقال: فلا تحزن أنت إن كان هو مسرورا.
فقلت: يا سيدي فرجت عني. وعرفت [قدر] الشيخ وسعته، وفتح لي باب كنت محجوبا عنه.
قلت: هذا هو الشيخ الذي لا يستحي الله من عذابه.
وله شعر في الطبقة العليا والذروة القصوى، لكنه مشوب بالاتحاد في كثير من الأوقات، فمنه:
* أفدي التي ابتسمت وهنا بكاظمة * فكان منها هدى الساري بنعمان * * وواجهتها ظباء الرمل فاكتسبت * منها محاسن أجياد وأجفان * * يسري النسيم بعطفيها فيصحبه * لطف يميل غصن الرند والبان * * مرت على جانب الوادي وليس به * ماء ففاض بدمعي الجانب الثاني * * موهت عنها بسلمى واستعرت لها * من وضعها فاهتدى الشاني إلى شاني * * تجنى علي وما أحلى أليم هوى * في حبها حين ألجاني إلى الجاني * وله:
* أقول لخفاق النسيم إذا سرى * وقد كاد أن ينجاب كل ظلام * * تحمل إلى أهل العقيق رسالتي * وخصهم عني بكل سلام * * وقل لهم إني على العهد لم أحل * وإن غرامي فوق كل غرام *
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»