تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٥١ - الصفحة ٢٩
ثاني عشر ذي الحجة، وكان صاحبها فخر الملك عمار بن محمد بن عمار قد صبر على محاصرته سبع سنين، واشتد الغلاء، فخرج منها وقصد بغداد طلبا للإنجاد.
وللشهاب محمود أبقاه الله:
* علينا لمن أولاك نعمته الشكر * لأنك للإسلام يا سيفه الذخر * * ومنا لك الإخلاص في صالح الدعا * إلى من له في أمر نصرتك الأمر * * ألا هكذا يا وارث الملك فليكن * جهاد العدى لا ما توالى به الدهر * * فإن يك قد فاتتك بدر، فهذه * بما أنزل الرحمن من نصره بدر * * نهضت إلى عليا طرابلس التي * أقل عناها أن خندقها بحر * * وقد ضمها كالطوق إلا بقية * كنحر وأنت السيف لاح له نحر * * ممنعة بكر، وهل في جميع ما * تملكته إلا ممنعة بكر؟
* * ومن دون سوريها عقاب منيعة * يزل إذا ما رام أوطارها الذر * * وما برحت ثغرت ولكن عدا العدى عليها بحكم الدهر فانثغر الثغر * * وكانت بدار العلم تعرف قبل ذا * فمن أجل ذا للسيف في نظمها نثر * * وكم مر من دهر وما مسها أذى * وكم راح من عصر وما راعها حصر *
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»