تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٨ - الصفحة ٦٠
إيسبان المقدم إلى كنيستهم، وذهب بعضهم إلى هولاكو فجاءوا بفرمان بأن يرفع دينهم، فخرجت النصارى يتلقونه، ودخلوا رافعي أصواتهم ومعهم الصليب مرفوع، وهم يرشون الخمر على الناس، وفي أبواب المساجد، ودخلوا من باب توما، وقفوا عند رباط البيانية، ونادوا بشعارهم، ورشوا الخمر في باب الرباط، وباب سيه ودرب الحجر، وألزموا الناس من الدكاكين بالقيام للصليب، ومن لم يفعل ذلك أحرقوا بابه وأقاموه غصبا، وشقوا القصبة إلى عند القنطرة في آخر سويقة كنيسة مريم، فقام بعضهم على الدكان الواسطي وخطب، وفضل دين النصارى وصغر من دين الإسلام، ثم عطفوا من خلف السوق إلى الكنيسة التي أخربها الله تعالى.
وقيل: إنهم كانوا ينادون: ظهر الدين الصحيح دين المسيح. وذلك في الثاني والعشرين من رمضان.
فصعد المسلمون والقضاة والعلماء إلى إيل سبان بالقلعة في ذلك، فأهانوهم، ورفعوا قسيس النصارى عليهم، وأخرجوهم من القلعة بالضرب والإهانة. ثم نزل إيل سبان من الغد إلى الكنيسة.
[موقعة عين جالوت] وأقبل الملك المظفر بالجيوش حتى أتى الأردن. وسار كتبغا بالمغول،
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»