تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٨ - الصفحة ٣٤
علاء الدين محمد بن جلال الدين حسن المنتسب إلى نزار ابن المستنصر بن الظاهر بن الحاكم العبيدي الباطني، فتوفي علاء الدين وقام بعده ابنه شمس الشموس، فنزل إلى هولاكو بإشارة النصير الطوسي عليه، وكان النصير عنده وعند أبيه من قبل، فقتل هولاكو شمس الشموس وأخذ بلاده وأخذ الروم، وأبقى بها ركن الدين ابن غياث الدين كيخسرو صورة بلا معنى، والحكم والتصرف لغيره.
وكان وزير العراق مؤيد الدين ابن العلقمي رافضيا جلدا خبيثا داهية، والفتن في استعار بين السنة والرافضة حتى تجالدوا بالسيوف، وقتل جماعة من الروافض ونهبوا، وشكا أهل باب البصرة إلى الأمير ركن الدين الدويدار والأمير أبي بكر ابن الخليفة فتقدما إلى الجند بنهب الكرخ، فهجموه ونهبوا وقتلوا، وارتكبوا من الشيعة العظائم، فحنق الوزير ونوى الشر، وأمر أهل الكرخ بالصبر والكف.
وكان المستنصر بالله قد استكثر من الجند حتى بلغ عدد عساكره مائة ألف فيما بلغنا، وكان مع ذلك يصانع التتار ويهاديهم ويرضيهم، فلما استخلف المستعصم كان خليا من الرأي والتدبير، فأشير عليه بقطع أكثر الجند، وأن مصانعة التتار وإكرامهم يحصل بها المقصود، ففعل ذلك.
وأما ابن العلقمي فكاتب التتار وأطمعهم في البلاد، وأرسل إليهم غلامه وأخاه، وسهل عليهم فتح العراق، وطلب أن يكون نائبهم، فوعدوه بذلك
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»