تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٨ - الصفحة ٣٧
ومحمد بن الهيثمي، والعدل علي بن أبي البدر.
وأما الوزير ابن العلقمي فلم يتم [له] ما أراد، وما اعتقد أن التتر يبذلون السيف مطلقا، فإنه راح تحت السيف الرافضة والسنة وأمم لا يحصون، وذاق الهوان والذل من التتار، ولم تطل أيامه بعد ذلك.
ثم ضرب هولاكو عنق باجو نوين لأنه بلغه عنه أنه كاتب الخليفة وهو في الجانب الغربي.
وأما الخليفة فقتل خنقا، وقيل: غم في بساط، وقيل: رفسوه حتى مات. وقتل الأمير مجاهد الدين الدويدار، والشرابي، والأستاذ دار محيي الدين ابن الجوزي وولداه، وسائر الأمراء والحجاب والكبار.
وقالت الشعراء قصائد في مراثي بغداد وأهلها وتمثل بقول سبط التعاويذي:
* بادت وأهلوها معا فبيوتهم * ببقاء مولانا الوزير خراب * وكانت كسرة عسكر الخليفة يوم عاشوراء، ونزل هولاكو بظاهر بغداد في الرابع عشر من المحرم، وبقي السيف يعمل فيها أربعة وثلاثين يوما.
وبلغنا أن آخر جمعة خطب فيها الخطيب ببغداد كانت الخطبة ' الحمد لله الذي هدم بالموت مشيد الأعمار، وحكم بالفناء على أهل هذه الدار '.
وكان السيف يعمل في الجمعة الأخرى، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم أجرنا في مصيبتنا التي لم يصب الإسلام وأهله بمثلها.
ولتقي الدين إسماعيل بن أبي اليسر قصيدة مشهورة في بغداد، هي:
* لسائل الدمع عن بغداد أخبار * فما وقوفك والأحباب قد ساروا *
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»