تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ٣٢٠
وقرأ طرق المبهج على أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وقرأ بالسبع على أبي الجود.
وسمع من: أبي القاسم البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، والقاسم بن عساكر، وحماد الحراني، وبنت سعد الخير، وجماعة.) وتفقه على أبي منصور الأبياري، وغيره.
وتأدب على الشاطبي، وأبي الثنا. ولزم الاشتغال حتى برع في الأصول والعربية. وكان من أذكياء العالم. ثم قدم دمشق ودرس بجامعها في زاوية المالكية، وأكب الفضلاء على الأخذ عنه. وكان الأغلب عليه النحو. وصنف في الفقه مختصرا، وفي الأصول مختصرا، وفي النحو والتصريف مقدمتين. وكل مصنفاته في غاية الحسن. وقد خالف النحاة في مواضع، وأورد عليهم الإشكالات وإلزامات مقحمة يعسر الإجابة عنها.
ذكره الحافظ أبو الفتح عمر بن الحاجب الأميني فقال: هو فقيه مفتي مناظر، مبرز في عدة علوم، متبحر مع ثقة ودين وورع وتواضع واحتمال واطراح للتكلف.
قلت: ثم نزح عن دمشق هو والشيخ عز الدين بن عبد السلام في الدولة الإسماعيلية عندما أنكرا على الصالح إسماعيل، فدخلا مصر، وتصدر هو بالمدرسة الفاضلية ولازمة الطلبة.
قال القاضي شمس الدين بن خلكان: كان من أحسن خلق الله ذهنا. وجاءني مرارا بسبب أداء شهادات، وسألته عن مواضع في العربية مشكلة، فأجاب أبلغ إجابة بسكون كثير وتثبيت تام.
ثم انتقل إلى الإسكندرية ليقيم بها، فلم تطل مدته هناك، وتوفي بها في السادس والعشرين من شوال.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»