تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٧ - الصفحة ١١٠
كان أبوه من كبار التجار. وولد في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
واشتغل وقرأ العربية وعانى الكتابة، وتقلب في المناصب. وتنقلت به الأحوال. وكان بينه وبين الخليفة الظاهر رضاع شرف به قبيل وفي زمانه.
ثم ولي أستاذ دارية الخلافة في سنة سبع وعشرين بعد وفاة عضد الدين المبارك بن الضحاك، ثم ولي الوزارة في سنة تسع وعشرين.
وكان في شبيبته متعبدا كثير التلاوة، ربما قرأ القرآن في ركعتين فنفعه ذلك.
وعرض له في سنة أربع وثلاثين ألم المفاصل منعه عن القيام وعجز عن الحركة والخط. وهو محترم معظم إلى الغاية. واستناب من يكتب عنه. ولما كان يوم البيعة المستعصمية حضر في محفة وجلس بين يدي السدة، وإنما العادة أن يقف الوزير، فاغتفر ذلك لعجزه، وأقر على رتبته. وبقي في الوزارة إلى أن مات، فوليها بعده المشؤوم الطلعة ابن العلقمي.
توفي في سادس ربيع الأول، وغسله الإمام نجم الدين عبد الله البادرائي مدرس النظامية يومئذ، وشيعه عامة الدولة.
وكان من رجالات العالم رأيا وحزما وأدبا وكتابة وترسلا وحسن سيرة، يرجع إلى دين وخير، فالله يرحمه ويسامحه.
وولي في منصب ابن العلقمي الأستاذ دارية الصاحب محيي الدين ابن الجوزي.
4 (أحمد بن أبي الفتح)) 4 (محمد بن أحمد بن المندائي.)) الواسطي، أبو العباس المذكور في السنة الماضية، ثم أنبأني ابن البزوري أنه توفي راجعا من الحج في ثامن عشر محرم سنة اثنتين. وأنه خدم في خدم آخرها نيابة صدرية واسط.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»