تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٥ - الصفحة ٣٨
4 (تسيير ملابس الفتوة للخوارزمي)) وفيها سير جلال الدين الخوارزمي إلى المستنصر، وطلب منه سراويل الفتوة ليتشرف بذلك فسيره إليه مع تحف ونعم لا تحصى، وفرس النوبة، ففرح بذلك وسر وقبل الأرض مرات.
4 (الخطبة للمستنصر بالله في تلمسان)) وفيها ملك المايرقي تلمسان، وخطب فيها للمستنصر بالله.
4 (رواية الموفق البغدادي عن كسرة الخوارزمية)) وأما أمر الخوارزمية وكسرتهم، قال الموفق: فتح بعض الأمراء باب خلاط للخوارزمية في جمادى الآخرة، لا ركونا إلى دينهم ويمينهم، بل إيثارا للموت على شدة القحط، فدخلوا، وقتلوا، وسبوا، واستحلوا سائر المحرمات، ودخلوا نصف الليل فبقوا كذلك إلى آخر صبيحته، ثم رفعوا السيف، وشرعوا في المصادرات والعذاب. وكانوا يتعمدون الفقهاء والأخيار بالقتل والتعذيب أكثر من غيرهم.
وأما الكامل، فانصرف إلى مصر بغتة، فضعف الناس، وأيقنوا أن الخوارزمي إن ملك الشام والروم عفى آثارها وأباد سكانها.
ثم اصطلح الأشرف وعلاء الدين صاحب الروم صلحا تاما بعد عداوة أكيدة، وجيشوا الجيوش، والقلوب مع ذلك مشحونة خوفا، ولم يزل على وجل مفرط من التقاء الجيشين، حتى أتاح الله كسرة الخوارزميين بأهون مؤنة.
فقرأت في كتاب بعض الأجناد: إنا رحلنا من سيواس، وطلبنا منزلة يقال لها ياصي جمان في طرف أعمال أرزنجان، إذ بها عشب ومياه فلما سمع العدو بمجيء العسكرين، ساق سوقا) حثيثا في ثلاثة أيام، ونزل المرج المذكور وبه جماعة من عسكر، فكبسهم بكرة الرابع والعشرين من رمضان، وضرب
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»