تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٤ - الصفحة ٣٤٠
أظهر الزغل، وأفسد على الناس المعاملة، وما كان محتاج.
قال: فلما كان الغد أخذ الملك المعظم ثلاثة آلاف دينار، وطلع إلى عند الشيخ بها، وقال: هذه تشتري بها ضيعة للزاوية. فنظر أليه، وقال: قم يا ممتحن يا مبتدع، لا أدعو الله تنشق وتبتلعك، ما قعدنا على السجاجيد حتى أغنانا تحتي ساقية ذهب وساقية فضة أو كما قال.
وأخبرني إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي طالب النجار، قال: أنكر الشيخ عبد الله صاحب بعلبك، وكان يسميه مجيد، فأرسل إليه الأمجد يقول: إن كانت بعلبك لم فأشتهي أن تطلقها لي، فلم يبلغه رسول الأمجد ذلك.
قال: وأخبرني الإمام أبو الحسن الموصلي، قال: حضرت مجلس الشيخ الفقيه ببعلبك، وهو على المنبر، فسألوه أن يحكي شيئا من كرامات الشيخ عبد الله، فقال بصوت جهير: كان الشيخ عبد الله عظيم، كنت عنده وقد ظهر من ناحية الجبل سحابة سوداء مظلمة، ظاهر منها العذاب، فلما قربت قام الشيخ وقال: إلى بلدي ارجعي، فرجعت السحابة. ولو لم أسمع هذه الحكاية من الفقيه ما صدقت.
حدثني الشيخ إسرائيل، أن الشيخ محمدا السكاكيني حدثه، وكان لا يكاد يفارق الشيخ، قال: دعاني وألح علي فأتيته، وخرجت في الليل من السور من عند عمود الراهب، وجئت إلى) الزاوية، فإذا الشيخ وهو يقول: يا مولاي، ترسل إلي الناس في حوائجهم من هو أنا اقضها أنت لهم يا مولاي، إبراهيم النصراني من جبة بشري يا مولاي، ودعا له، فبهت لذلك، ونمت ثم قمت إلى الفجر، وبقيت يومئذ عنده. فلما كان الليل وأنا خارج الزاوية، إذا بشخص
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»