قال أبو شامة: أنا رأيته بدمياط سنة ثمان وعشرين.
وبلغ الكامل والمعظم فبكيا بكاء شديدا، وقال الكامل للمعظم: ما في مقامك فائدة، فانزل إلى الشام وشوش خواطر الفرنج، واجمع العساكر من الشرق.
قال ابن واصل في أخذ دمياط: وحين جرى هذا الأمرى الفظيع، ابتنى الملك الكامل مدينة، وسماها المنصورة عند مفرق البحرين الآخذ أحدهما إلى دمياط، والآخر إلى أشمون، ومصبه في بحيرة تنيس، ثم نزلها بجيشه، وبنى عليها سورا.
وذكر ابن واصل: أن تملك الفرنج دمياط كان في عاشر رمضان.
قال أبو المظفر: فكتب إلي المعظم وأنا بدمشق بتحريض الناس على الجهاد ويقول: إني كشفت ضياع الشام فوجدتها ألفي قرية، منها ألف وستمائة قرية أملاك لأهلها، وأربعمائة سلطانية، وكم مقدار ما يقيم هذه الأربعمائة من العساكر فأريد أن تخرج الدماشقة ليذبوا عن أملاكهم.
فقرأت عليهم كتابة في الميعاد، فتقاعدوا، فكان تقاعدهم سببا لأخذ الخمس والثمن من أموالهم.
وكتب إلي: إذا لم يخرجوا فسر أنت إلي. فخرجت إلى الساحل، وقد نزل على قيسارية، فأقمنا) حتى افتتحها عنوة، ثم نزل على حصن البقر فافتتحه وهدمه، وقدم دمشق.