تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٤ - الصفحة ٢٢٩
محمد بن جعفر العباسي قال له: أنا شاهدت الأصل، فاكتبه، فركن إلى قوله. فأحضر إلى دار الخلافة، ورفع طيلسانة، وكشف رأسه، وأركب جملا، وطيف به وبشاهدين آخرين، وصفعوا، ونودي عليهم: هذا جزاء من يشهد بالزور، وحبسوا مدة، وذلك في سنة ثمان وثمانين.
ولم يزل أحمد البندنيجي خاملا إلى أن ظهرت الإجازة للخليفة الناصر. وكان أخوه تميم قد تولى أخذها، فذكر حاله للناصر، وأنه لم يشهد بزور محض، بل ركن إلى قول القاضي، وأن أستاذ الدار ابن يونس، كان له غرض في تعزيزه. فأمر الخليفة الناصر فأعيد إلى العدالة، فشهد سنة سبع وستمائة عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله ابن الدامغاني، فقبله من غير تزكية. حكى ابن النجار هذا، وقال: قرأت عليه كثيرا: وكنت أراه كثير التحري، لا يتسامح في حرف، ومع هذا أصوله كانت مظلمة، وكذلك خطه وطباقه. وكان ساقط المروءة، دنيء النفس، وسخ الهيئة، تدل أحواله على تهاونه بالأمور الدينية، وتحكى عنه أشياء قبيحة. وسألت شيخنا ابن الأخضر عنه وعن أخيه تميم، فضعفهما، وصرح بكذبهما.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، والتقي اليلداني، والمحب ابن النجار، وجماعة.
وفيه ضعف.
وهو أخو تميم المذكور.) توفي في رابع عشر رمضان، ببغداد.
4 (أحمد بن أبي المعالي أسعد بن أحمد بن عبد الرزاق.)) أبو الفضل المزدقاني الأصل، الدمشقي، الأصم، صفي الدين ابن كريم الملك.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»