تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤١ - الصفحة ١٥٦
المحدث أبو العز بن أبي حرب البغدادي، الحربي.
أحد من عني بهذا الشأن. قرأ الكثير، وحصل، ونسخ، وخرج، وصنف.
قال أبن الدبيثي: كان ثقة صالحا، صاحب سنة، منظورا إليه بعين الديانة والأمانة.
سمع: أبا القاسم بن الحصين، وأبا العز بن كادش، وهبة الله بن الطبر، وأبا غالب بن البنا، فمن بعدهم.
وحدث بالكثير، وأفاد الطلبة، ونعم الشيخ كان.
كان مولده في سنة خمسمائة، وتوفي في الثالث والعشرين من المحرم. قلت: روى عنه: الشيخ الموفق، والحافظ عبد الغني، وحمد بن صديق الحراني، والبهاء المقدسي، وأبو عبدالله الدبيثي، وخلق سواهم.
وصنف كتابا في فضائل يزيد أتى فيه بالعجائب، ولو لم يصنفه لكان خيرا له. وعمله ردا) على أبن الجوزي. ووقع بينهما عداوة لأجل يزيد، نسأل الله أن يثبت عقولنا، فإن الرجل ما لا يزال بعقله حتى ينتصب لعداوة يزيد أو ينتصر له، إذ له أسوة بالملوك الظلمة.
وذكر شيخنا ابن تيمية قال: قد قيل إن الخليفة الناصر لما بلغه نهي الشيخ عبد المغيث عن لعنة يزيد قصده متنكرا، وسأله عن ذلك، فعرفه عبد المغيث، ولم يظهر أنه يعرفه، فقال: يا هذا، أنا قصدي كف ألسنة الناس عن خلفاء المسلمين، وإلا فلو فتحنا هذا الباب لكان خليفة الوقت هذا أحق
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»