تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤١ - الصفحة ١١٥
جمع بين الرواية والدراية، وحمل الناس عنه وصنف الروض الأنف في شرح السيرة لابن إسحاق، دل على تبحره وبراعته. وقد ذكر في آخره أنه استخرجه من نيف وعشرين ومائة ديوان.
وللسهيلي في ابن قرقول:
* سلا عن سلا أهل المعرف والنهى * بها ودعا أم الرباب ومأسلا * * بكيت دما أزمان كان بسبتة * فكيف التأسي حين منزله سلا * * وقال أناس: إن في البعد سلوة * وقد طال هذا البعد والقلب ما سلا * * فليت أبا إسحاق إذ شطت النوى * تحيته الحسنى مع الريح أرسلا * * فعادت دبور الريح عندي كالصبى * لدى عمر إذا مر زيد تنسلا * * وقد كان يهديني الحديث معنعنا * فأصبح موصول الأحاديث مرسلا * وله كتاب التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام، وكتاب شرح آية الوصية، و شرح الجمل ولم يتمه. واستدعي إلى مراكش ليسمع بها. وبها توفي في الخامس والعشرين من شعبان هو والإمام أبو الطاهر إسماعيل بن عوف شيخ الإسكندرية في يوم واحد، وعاش ثنتين أو ثلاثا وسبعين سنة.
قال ابن خلكان: فتوج جدهم هو الداخل إلى الأندلس، سمع منه أبو الخطاب بن دحية.
وقال: كان ببلده يتسوغ بالعفاف، ويتبلغ بالكفاف، حتى نما خبره إلى صاحب مراكش، فطلبه وأحسن إليه، وأقبل عليه. وأقام بها نحوا من ثلاثة أعوام.
وسهيل قرية بالقرب من مالقة سميت بالكوكب لأنه لا يرى من جميع
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»