تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٠ - الصفحة ٢٥١
زاد هؤلاء عندي، ولا نقص هؤلاء عندي بما فعلوه. ثم قرأ: كي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختار فخور.
وكان سيدي أحمد إذا حضر بين يديه تمر أو رطب ينقي الشيص والحشف لنفسه يأكله ويقول: أنا أحق بالدون من غيري، فإني مثله دون.
وكان لا يجمع بين لبس قميصين لا في شتاء ولا في صيف، ولا يأكل إلا بعد يومين ثلاثة أكلة. وإذا غسل ثوبه نزل في الشط كما هو قائم يفركه، ثم يقف في الشمس حتى ينشف.
وإذا ورد عليه ضيف يدور على بيوت أصحابه يجمع الطعام في مئزر.
وأحضر ابن الصيرفي وهو مريض ليدعو له الشيخ ومعه خدمه وحشمه، فبقي أياما لم يكلمه، فقال يعقوب بن كراز: أي سيدي ما تدعو لهذا المريض.
فقال: أي يعقوب، وعزة العزيز لأحمد كل يوم عليه مائة حاجة مقضيه، وما سألتموه منها حاجة واحدة.
فقلت: أي سيدي فتكون واحدة لهذا المريض المسكين.) فقال: لا كرامة ولا عزازة، تريدني أن أكون سيء الأدب. لي إرادة وله إرادة.
ثم قرأ: ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين أي يعقوب، الرجل المتمكن في أحواله، إذا سأل حاجة وقضيت له، نقص تمكنه درجة.
فقال: أراك تدعو عقيب الصلوات وكل وقت. قال: ذاك الدعاء تعبد وامتثال. ودعاء الحاجات لها شروط، وهو غير هذا الدعاء.
ثم بعد يومين تعافى ذلك المريض.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»