تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٠ - الصفحة ٢٢٢
سيف الدين صاحب الموصل ابن الملك قطب الدين مودود بن أتابك زنكي بن آق سنقر التركي. والد سنجر شاه صاحب جزيرة ابن عمر.
لما مات أبوه قطب الدين بلغ السلطان نور الدين الخبر، وهو على تل باشر، فسار في الحال إلى الموصل، وأتى الرقة في أول سنة ست وستين فملكها، ثم سار إلى نصيبين فملكها، ثم أخذ سنجار في ربيع الآخر، ثم أتى الموصل، وقصد ألا يقابلها، فعبر بجيشه من مخاضة بلد ثم نزل قبالة الموصل، وأرسل إلى غازي وعرفه صحة قصده، فصالحه. ونزل الموصل ودخلها، وأقر صاحبها فيها، وزوجه بابنته وعاد إلى الشام، فدخل في شعبان من السنة. فلما تملك صلاح الدين وسار إلى حلب وحاصرها، سير إليه غازي جيشا عليه أخوه عز الدين مسعود، فالتقوا عند قرون حماه، فانكسر عز الدين. فتجهز غازي وسار بنفسه، فالتقوا على تل السلطان، وهي قرية بين حلب وحماه في شوال سنة إحدى وسبعين، فانكسرت ميسرة صلاح الدين بمظفر الدين ابن ربيب الدين صاحب إربل، فإنه كان على ميمنة غازي، فحمل السلطان صلاح الدين بنفسه، فانهزم جيش غازي فعاد إلى حلب، ثم رحل إلى الموصل. ومات بالسل في صفر. وعاش نحوا من ثلاثين سنة.
قال ابن الأثير: كان مليح الشباب، تام القامة، أبيض اللون، وكان عاقلا وقورا، قليل الالتفات.
لم يذكر عنه ما ينافي الصفة. وكان غيورا شديد الغيرة، يمنع الخدام من دخول الدور، ولا يحب الظلم، على شح فيه وجبن.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»