تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٠ - الصفحة ٢٠٦
القارئ اللحن الخفي، وصلى يوم الجمعة الصبح عند انفجار الفجر، وتوفي بعدها فجأة.
قلت: قد اضطرب قول السلفي في مولده. وقد ذكرنا قوله للحافظ عبد الغني إنه كان ابن نحو عشر سنين وقت قتل نظام الملك، فيكون مولده على هذا القول في حدود سنة خمس وسبعين.) وقال الإمام شهاب الدين أبو شامة: سمعت الإمام علم الدين السخاوي يقول: سمعت أبا طاهر السلفي يوما وهو ينشد لنفسه شعرا قاله قديما، وهو:
* أنا من أهل الحديث وهم خير فئة * جزت تسعين وأرجو أن أجيز مائة * فقيل له: قد حقق الله رجاءك. فعلمت أنه قد جاوز المائة. وذلك في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
وقال محمد بن عبد الرحمن بن علي التجيبي الأندلسي: سمعت الحديث على السلفي، ووجدت بخطه: مولدي بإصبهان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة تخمينا لا يقينا.
وقال قاضي القضاة ابن خلكان: كانت ولادة السلفي سنة اثنتين وسبعين تقريبا.
قال: وجدت العلماء بالديار المصرية من جملتهم الحافظ زكي الدين عبد العظيم يقولون في مولده هذه المقالة.
قال: ثم وجدت في كتاب زهر الرياض لجمال الدين عبد الرحمن بن عبد المجيد الصفراوي يقول: إن السلفي كان يقول: مولدي بالتخمين لا باليقين سنة ثمان وسبعين.
قد شذ الصفراوي عن الجماعة بهذا القول، والسلفي فقد جاوز المائة بلا ريب. وقد طلب الحديث، وكتب الأجزاء، وقرأ بالروايات في سنة تسعين
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»