تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٠ - الصفحة ٢٠٣
ثم قال: أنشدنا أبو سعد السمعاني بدمشق، أنشدنا أبو العز محمد بن علي البستي: أنشدنا أبو) طاهر أحمد بن محمد الحافظ لنفسه بميافارقين:
* إن علم الحديث علم رجال * تركوا الابتداع للأتباع * * فإذا الليل جنهم كتبوه * وإذا أصبحوا غدوا للسماع * وقلت: أنشدناهما أبو الحسين اليونيني وأبو علي بن الخلال قالا: أنشدنا جعفر بن علي، أنشدنا السلفي، فذكرهما.
وقال الحافظ عبد القادر عنه: وكان آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، حتى إنه كان قد زال من جواره منكرات كثيرة. ورأيته يوما وقد جاء جماعة من المقرئين بالألحان فأرادوا أن يقرأوا، فمنعهم من ذلك وقال: هذه القراءة بدعة. بل اقرأوا ترسلا فقرأوا كما أمرهم.
قرأت بخط الحافظ عبد الغني جزءا فيه نقل خطوط المشايخ للسلفي بالقراءآت. وقد قرأ بحرف عاصم على أبي سعيد المطرز، وقرأ بحمزة والكسائي على محمد بن أبي نصر القصار، وقرأ برواية قالون على نصر بن محمد الشيرازي، وبرواية قنبل علي بن أحمد الخرقي، وقد قرأ عليهم سنة إحدى وتسعين وبعدها.
وقال ابن نقطة: كان حافظا، ثقة، جوالا في الآفاق. سأل عن أحوال الرجال شجاعا الذهلي، والمؤتمن الساجي، وأبا علي البرداني، وأبا الغنائم النرسي، وخميسا الحوزي.
وحدثني عبد العظيم المنذري الحافظ قال: لما أرادوا أن يقرأوا سنن النسائي على السلفي أتوه بنسخة سعد الخير وهي مصححة قد سمعها من
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»