تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤٠ - الصفحة ١٢١
وقال لي يوما: أنا لا أخاصم إلا من فوق الفلك.
وقال لي القاضي أبو يعلى: مذ كتب صدقة الشفاء لابن سينا تغير.
وحدثني علي بن الحسن المقرئ فقال: دخلت عليه فقال: والله ما أدري من أين جاءوا بنا، ولا إلى أي مطبق يريدون أن يحملونا.) وحدثني الظهير بن الحنفي قال: دخلت عليه فقال: إني لأفرح بتعثيري. قلت: ولم قال: لأن الصانع يقصدني.
وكان طول عمره ينسخ بالأجرة، وفي آخر عمره تفقده بكيس، فقيل له، قال: أنا كنت أنسخ طول عمري فلا أقدر على دجاجة. فانظر كيف بعث لي الحلواء والدجاج في وقت لا أقدر أن آكله.
وهو كقول ابن الراوندي: وكنت أتأمل عليه إذا قام للصلاة، وأكون إلى جانبه، فلا أرى شفتيه تتحرك أصلا.
ومن شعره:
* لا توطنها فليست بمقام * واجتنبها فهي دار الانتقام * * أتراها صنعة من صانع * أم تراها رمية من غير رام * فلما كثر عثوري على هذا منه هجرته، ولم أصل عليه حين مات.
وكان يعرف منه فواحش. وكان يطلب من غير حاجة. وخلف ثلاثمائة دينار.
وحكي عنه أنه رؤي له منامات نحسة، نسأل الله العفو.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»