تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٩ - الصفحة ٩٦
وتفسير القرآن، لا يصلح لك) أن تتكلم إصعد على الكرسي، وتكلم على الناس، فإني أرى فيك عذقا سيصير نخلة.
قال: وقال لي الشيخ عبد القادر: منت أؤمر وأنهى في النوم واليقظة، وكان يغلب علي الكلام، ويزدحم على قلبي إن لم أتكلم حتى أكاد أختنق، ولا أقدر أن اسكت. وكان يجلس عندي رجلان وثلاثة يسمعون كلامي، ثم تسامع الناس بي، وازدحم علي الخلق، حتى صار يحضر المجلس نحو من سبعين ألفا.
وقال لي: فتشت الأعمال كلها، فما وجدت فيها أفضل من إطعام الطعام، أود لو أن الدنيا بيدي فأطعمها الجياع.
وقال لي: كفي مثقوبة لا تضبط شيئا، لو جاءني ألف دينار لم أبيتها.
وكان إذا جاءه أحد بذهب يقول له: ضعها تحت السجادة.
وقال لي: أتمنى أن أكون في الصحارى والبراري، لما كنت في أول الأمر، لا أرى الخلق ولا يروني.
ثم قال: أراد الله مني منفعة الخلق، فإنه قد أسلم على يدي أكثر من خمسمائة، وتاب على يدي من العيارين والمشالحة أكثر من مائة ألف، هذا خير كثير.
وقال لي: ترد علي الأثقال الكثيرة، ولو وضعت على الجبال تفسخت، فأضع جنبي على الأرض، وأقرأ إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ثم أرفع رأسي وقد انفرجت عني.
وقال لي: إذا ولد لي ولد أخذته على يدي، وأقول هذا ميت. فأخرجه من قلبي، فإذا مات لم يؤثر عندي موته شيئا.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»