تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٨ - الصفحة ٣٤٥
الأجناد.
صحب شيخه أبا عامر المؤدب، وهو مقبور في القبة، التي بظاهر باب توما، وتعرف بتربة الشيخ رسلان في القبر القبلي، والشيخ رضي الله عنه في الأوسط، والشيخ أبو المجد خادم الشيخ رسلان في القبر الثالث.
وصحب أبو عامر الشيخ ياسين، وهو صحب مسلمة وهو صحب الشيخ عقيل، وهو صحب الشيخ علي بن عليم، وهو صحب الشيخ أبا سعيد بن أحمد بن عيسى الخزاز، وهو صحب السري السقطي.
قال: وكان الشيخ رسلان يعمل في صنعة النشر في الخشب، فذكروا عنه أنه بقي مدة عشرين سنة يأخذ ما يحصل له من أجرته، ويعطيها لشيخه أبي عامر، وشيخه يطعمه، فتارة يجوع، وتارة يشبع.
وقيل عنه، وهو الأشهر، إنه كان يقسم أجرته ثلاثا، ثلث ينفقه، وثلث يتصدق به، وثلث يكتسي) به ولمصالحه.
وكان أولا يتعبد بمسجد صغير داخل باب توما، جوار بيته ودكان النشر، ثم انتقل إلى مسجد درب الحجر، وقعد بالجانب الشرقي منه، وكان ينام هناك. وكان الشيخ أبو البيان في الجانب الغربي، وبقيا على ذلك زمانا يتعبدان، وكل واحد منهما بأصحابه في ناحية من المسجد.
ثم خرج إلى ظاهر باب توما، إلى مسجد خالد بن الوليد، وهو مكان خيمة خالد لما حاصر دمشق، وعبد الله فيه إلى أن توفي بعد الأربعين وخمسمائة.
وحكى الشيخ داود بن يحيى بن داود الحريري، وكان صدوقا، قال: حكى لي جماعة أن الشيخ أرسلان لما شرع في بنيان المعبد، سير إليه الشيخ أبو البيان ذهبا مع بعض أصحابه حتى يصرفه في العمارة، فلما اجتمع به، وعرض عليه الصرة قال الشيخ أرسلان: ما يستحي شيخك يبعث إلي هذا، وفي عباد الله من لو أشار إلى ما حوله لصار ذهبا وفضة وأشار بيده، فرأى الرسول الطين ذهبا وفضة. وقال: عد إليه. فقال: والله ما بقيت أرجع، بل أكون في خدمتك إلى الموت. وانقطع عنده.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»