تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٨ - الصفحة ٢٥٩
قال:) وكان عبد المؤمن مؤثرا لأهل العلم، محبا لهم يستدعيهم من البلاد، ويجري عليهم الصلات، وينوه بهم.
قال: وتسمى المصامدة الموحدين، لأجل خوض ابن تومرت بهم في علم الاعتقاد. وكان عبد المؤمن في نفسه كامل السؤدد، خليقا للإمارة، سري الهمة، لا يرضى إلا بمعالي الأمور، كأنه، ورث الملك كابرا عن كابر. وكان شديد السطوة، عظيم الهيبة.
قال عزيز في تاريخه: أخبرني رجل من أهل المهدية سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بصقلية قال: افتتح عبد المؤمن بجاية، فأتيتها بأحمال لنبتاع، فلما كنا على مرحلة منها سرقت لي شدة من المتاع، فدخلت وبعت المتاع، وأفدت فيه فائدة يسيرة. فقلت لتاجر: سرقت لي شدة، وأخاف الله علي في الباقي. فقال: وما أنهيت ذلك إلى أمير المؤمنين عبد المؤمن قلت: لا.
قال: والله إن علم بك للحقك ضرر. فرحت إلى القصر، فأدخلني خادم عليه، فأعلمته ورجعت.
فلما كان صبيحة اليوم الثالث جاءني غلام فقال: أجب أمير المؤمنين. فخرجت معه، فإذا جماعة كبيرة، والمصامدة محيطة بهم، فقال الغلام لي: هؤلاء أهل الصقع الذي أخذ رحلك فيه. فدخلت وأجلست بين يديه، فاستدعى مشايخهم، وقال لي: كم كان لك في الشدة التي فقدت أختها قلت: كذا وكذا. فأمر من وزن لي المبلغ وقال: قم أنت أخذت حقك، وبقي حقي وحق الله. وأمر بإخراج المشايخ وبقتل الجميع، فأقبلوا يتضرعون ويبكون
(٢٥٩)
مفاتيح البحث: عبد المؤمن (4)، الضرر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»