تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٥ - الصفحة ٣٢٧
وولي القضاء له) أبو بكر بن المظفر الشامي قليلا، ومات فولي بعده القضاء أبو الحسن علي بن محمد بن علي الدامغاني. ووزر له بعد عميد الدولة أبي منصور سديد الدولة أبو المعالي الإصفهاني، ثم زعيم الرؤساء أبو القاسم علي بن عميد الدولة بن جهير، ثم مجد الدين أبو المعالي هبة الله بن المطلب، ثم نظام الدين أبو منصور الحسين بن أبي شجاع الوزير.
قال ابن الأثير: كان لين الجانب، كريم الأخلاق، يسارع في أعمال البر، وكانت أيامه أيام سرور للرعية، فكأنها من حسنها أعياد. وكان حسن الخط، جيد التوقيعات، لا يقاربه فيها أحد، يدل على فضل غزير، وعلم واسع.
ومات بعلة التراقي، وهي دمل تطلع في الحلق.
وكان سمحا جوادا.
قال ابن الجوزي: كان حافظا للقرآن، محبا للعلماء والصالحين، منكرا للظلم.
ومن شعره:
* أذاب حر الهوى في القلب ما جمدا * لما مددت يدي إلى رسم الوداع يدا * * وكيف أسلك نهج الاصطبار وقد * أرى طرائق مهوى الهوى قددا * * إن كنت انقض عهد الحب في خلدي * من بعد حبي، فلا عاتبتكم أبدا * وكانت خلافته خمسا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وأياما ولم تصف له الخلافة، بل كانت أياما مضطربة، كثيرة الحروب. وغسله شيخ الحنابلة ابن
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»