تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٥ - الصفحة ١٢٥
وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر في ترجمته: ثم حج، ودخل الشام، وأقام بها نحوا من عشر) سنين، وصنف، وأخذ نفسه بالمجاهدة، وكان مقامه بدمشق في المنارة الغربية من الجامع.
وقد سمع صحيح البخاري من أبي سهل محمد بن عبيد الله الحفصي.
وقدم دمشق في سنة تسع وثمانين.
قلت: وجالس بها الفقيه نصر المقدسي.
وقال القاضي شمس الدين بن خلكان إنه لزم إمام الحرمين، فلما توفي خرج إلى نظام الملك، فبالغ في إكرامه، وولاه نظامية بغداد، فسا إليها في سنة أربع وثمانين، وأقبل عليه أهل العراق، وآرتفع شأنه. ثم ترك ذلك في سنة ثمان وثمانين، وتزهد، وحج، ورجع إلى دمشق، فآشتغل بها مدة بالزاوية الغربية، ثم انتقل إلى بيت المقدس، وجد في العبادة، ثم قصد مصر، وأقام مدة بالإسكندرية، ويقال إنه عزم على المضي إلى الأمير يوسف بن تاشفين سلطان مراكش، فبلغه نعيه.
ثم إنه عاد إلى وطنه بطوس.
وصنف التصانيف: البسيط، والوسيط، والوجيز، والخلاصة في الفقه، وإحياء علوم الدين.
وفي الأصول: المستصفى، والمنخول، واللباب، وبداية الهداية، وكيمياء السعادة، والمأخذ، والتحصين، والمعتقد، وإلجام العوام، والرد على الباطنية، والاقتصاد في اعتقاد الأوائل، وجواهر القرآن، والغاية القصوى، وفضائح الإباحية، وعود الدور.
وله: المنجل في علم الجدل، وكتاب تهافت الفلاسفة، وكتاب محك النظر، ومعيار العلم، والمضنون به على غير أهله.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»