تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ٣٢١
الفارسي، أبو محمد، الفقيه الشافعي قدم بغداد سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة على تدريس النظامية، وكان مدرسها يومئذ الحسين بن محمد الطبري، فتقرر أن يدرس كل واحد منها يوما. فبقيا على ذلك سنة وعزلا. فأملى أبو محمد بجامع القصر عن: أبي بكر أحمد بن الحسين بن الليث، الشرازي الحافظ، ومحمد بن أحمد بن حمدان بن عبدك، وعلي بن بندار الحنفي، وجماعة من شيراز. قال أبو علي بن سكرة: قدم عبد الوهاب الفامي وانا ببغداد، وخرج كافة العلماء والقضاة لتلقيه. وكان يوم قريء منشوره يوما مشهودا، سمعت عليه كثيرا، وسمعته يقول: صنفت سبعين تأليفا في ثمانية عشر عاما. ولي كتاب في التفسير ضمنه مائة ألف بيت شاهدا. أملى بجامع القصر، وحفظ عليه تصحيف شنيع. ثم أجلب عليه وطولب، ثم رمي بالاعتزال حتى فر بنفسه. وقال السمعاني: أنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ: سمعت أحمد بن ثابت الطرقي) الحافظ يقول سمعت غير واحد ممن أثق به، أن عبد الوهاب الشيرازي أملى ببغداد حديثا متنه صلاة في أثر صلاة كتاب في عليين، فصحف وقال: كناز في عليين. وكان الإمام محمد بن ثابت
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»