تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٥٢
خرج إلى العراق ولقي ببغداد قبولا بالغا، ثم عاد إلى نيسابور، وأقام بها مدة، وسلم إليه المدرسة بباب الجامع المنيعي، فسكنها، ولم يزل قبوله في ازدياد. وسمع الحديث في كبره، ولم يحدث. ومات كهلا في جمادى الآخرة. قال ابن النجار: هو والد الواعظ المشهور أبي منصور بن المظفر. قدم أبو الحسين الأمير بغداد سنة خمس وثمانين وأربعمائة ليحج، فحج وعاد وعظ، وازدحموا، وازداد التعصب له إلى أن منع من الجلوس فرد إلى بلده. وكان.
وكان بديع الأفاظ حلو الإيراد، غريب النكت. سمع من: أبي الفضل بن خيرون، وغيره.
وحدث بمرو. قال ابن السمعاني: سمعت علي بن علي الأمين يقول: اتفق أن واحدا به علة جاء إلى العبادي، قرأ عليه شيئا، فعوفي. فمضيت معه إلى زيارة قبر أحمد، فلما خرجنا إذا جماعة من العميان والزمنى على الباب، فقالوا للأمير: نسألك أن تقرأ علينا. فقال: لست بعيسى بن مريم، وذلك قول وافق القدر. وقيل: إن بعض الناس دخل على العبادي، فقال له: قم اغتسل. فقام، وكان جنبا. وجاء عنه زهد وتعبد، وتكلم على الخواطر، وتاب على يده خلق كثير، وكان أمارا بالمعروف، مريقا الخمور، مكسرا للملاهي، وصلح أهل بغداد تلك الأيام، والله يرحمه ويغفر له.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»