تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٣ - الصفحة ٥٧
وكان يرى الغريب من المحدثين، فيكرمه إكراما يتعجب منه الخاص والعام.
وقال لي مرة: هذا الشأن شأن من ليس له شأن سوى هذا الشأن. يعني طلب الحديث.
وسمعته يقول: تركت الحيري لله، يعني القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن صاحب الأصم.
قال: وإنما تركه لأنه سمع منه شيئا يخالف السنة.
وقال: أبو عبد الله الحسين بن علي الكتبي في تاريخه: خرج شيخ الإسلام لجماعة الفوائد بخطه، إلى أن ذهب بصره، فلما ذهب بصره أمر واحدا بأن يكتب لهم ما يخرج، ثم يصحح عليه، وكان يخرج لهم متبرعا لحبه للحديث، وقد تواضع بأن خرج لي فوائد. ولم يبق أحد) خرج له سواي.
وقال الحافظ محمد بن طاهر: سمعت أبا إسماعيل الأنصاري، يقول: إذا ذكرت التفسير، فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير.
وسمعت أبا إسماعيل ينشد على المنبر: أنا حنبلي ما حييت، وإن أمتفوصيتي للناس أن يتحنبلوا وسمعت أبا إسماعيل يقول: لما قصدت الشيخ أبا الحسن الحرقاني الصوفي، وعزمت على الرجوع، وقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن حاموش الصوفي، وعزمت على الرجوع، وقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن حاموش الحافظ بالري وألتقي به وكان مقدم أهل السنة بالري، وذلك أن السلطان
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»