تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٣ - الصفحة ١٨٩
4 (المرزبان بن خسرو بن دارست.)) تاج الملك أبو الغنائم.
كان يناوئ نظام الملك ويعاديه، فلما قتل نظام الملك عام أول استوزر ملكشاه هذا، ثم إن غلمان نظام الملك وثبوا على هذا وقطعوه في المحرم، وله سبع وأربعون سنة.
ومن أخبار تاج الملك أنه كان كاتبا بسرهنك، فلما مات مخدومه قصده نظام الملك وقال: عندك بسرهنك ألف ألف دينار.
فقال: إذا قيل عني هذا وقد خدمت أحد الأمراء، فكيف بمن خدم ثلاثين سنة سلطانين يعرض.
ولكن أنا القائم بمال سرهنك.
وحمل إليهم ألفي ألفي دينار، فتقدم عند السلطان ملكشاه، وعول عليه، وقرب منه، فتألم النظام من قربه، وكان يعظم النظام في الظاهر، وينال منه باطنا، فلما قتل النظام، قرر تاج الملك وزيرا، لكن فجأ ملكشاه الموت، فوزر لابنه محمود، وجردت أم محمود معه الجيش لمحاربة بركياروق، فانكسر عسكرها، وأسر تاج الملك وقتل في ثاني المحرم، وأراد بركياروق أن يستبقه، وعرفت مكانته وحشمته، فهجم عليه غلمان النظام، ففتكوا به، وزعموا أنه هو قتل مولاهم.
وكان ينتسك ويكثر الصوم.)
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»